شهدت محافظة إدلب شمال غربي سورية والغوطة الشرقيةلدمشق تطوّرات دامية في الساعات الأخيرة. وقتل 20 شخصاً أمس من بينهم 16 طفلاً في غارة على بلدة كفر بطيخ في إدلب، فيما ارتفعت حصيلة قتلى القذيفة التي سقطت على سوق في ضواحي دمشق مساء أول من أمس إلى 44 شخصاً. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن ضربة جوية لم يعرف إذا نفذتها طائرات روسية أو سورية استهدفت قرية كفر بطيخ في إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة أدت إلى مقتل 20 شخصاً من بينهم 16 طفلاً قرب مدرسة، لافتاً إلى أن معظم القتلى من أسرة واحدة. وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «القصف الجوي وقع قرب مدرسة اثناء خروج التلاميذ منها»، مشيراً إلى أن الأطفال القتلى لا تتجاوز اعمارهم 11 سنة. ورجّح ارتفاع الحصيلة نتيجة وجود جرحى في حالات خطرة ومفقودين تحت الأنقاض. وأتت هذه الغارات بعد ساعات من مقتل 9 مدنيين ينحدرون من الريف الشمالي لحماة نتيجة غارة استهدفت مخيماً في محيطة بلدة حاس في الريف الجنوبي لريف إدلب. وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في «آستانة». وفي الغوطة، تواصل أمس القصف المدفعي والصاروخي على مدن دوما وزملكا وعربين ومناطق أخرى في إطار هجوم قوات النظام على المنطقة المستمر منذ 18 شباط (فبراير) الماضي. وأشار «المرصد» إلى «هناك استماتة من قبل قوات النظام للسيطرة على بلدة عين ترما، في ظل محاولة للتقدم في اتجاه عربين من محور مديرا». وارتفعت حصيلة قتلى القذيفة الصاروخية التي أطلقتها الفصائل المعارضة على سوق شعبية في حي كشكول على أطراف ضاحية جرمانا إلى 44 مدنياً، وفق ما أكدت ونقلت وكالة الأنباء السورية «سانا» التابعة للنظام عن مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أمس أن «تسعة مدنيين فارقوا الحياة متأثرين بجراحهم الخطرة»، مضيفاً أن «عدداً من الجرحى لا يزال في أقسام العناية المشددة في عدد من مستشفيات دمشق». وتعد هذه الحصيلة الأعلى في دمشق وضواحيها نتيجة قذائف تطلقها الفصائل المعارضة منذ بدء الأزمة عام 2011. وتقع منطقة كشكول جنوب بلدة عين ترما في الغوطة التي تدور في محيطها حالياً معارك تهدف قوات النظام من خلالها لطرد فصيل «فيلق» الرحمن منها. وسقطت أمس 3 قذائف هاون مناطق في العباسيين شرق دمشق، فيما سقطت قذيفة على منطقة التجارة ما أدى إلى اندلاع النيران في بعض السيارات. في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى النظام والمسلحين والموالين له نتيجة هجوم لتنظيم «داعش» منذ الإثنين في حي القدم جنوب العاصمة إلى 62 عنصراً غالبيتهم الساحقة من اللجان الشعبية الموالية للنظام، وفق حصيلة أعلنها «المرصد» أمس. وتمكن «داعش» من السيطرة على الحيّ أول من أمس إثر تسلله إليه وخوضه معارك عنيفة مع قوات النظام وحلفائها. وأتى ارتفاع الحصيلة بعد العثور على جثث جديدة في شوارع الحي، وفق «المرصد» الذي كان قد أشار في حصيلة سابقة الى مقتل 36 عنصراً على الأقل. ولفت عبد الرحمن الى أن «عدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود العشرات بين جريح ومفقود وأسير». وكان للتنظيم وجود محدود في هذا الحي قبل ان تتمكن قوات النظام من السيطرة عليه منتصف الأسبوع الماضي إثر إجلاء مئات المقاتلين من «هيئة تحرير الشام» وفصيل «أجناد الشام» منه. وحشدت قوات النظام تعزيزات عسكرية على اطراف الحي من دون أن تبدأ أي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة عليه.