حين انطلق حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين»، أُعتبر حزب الإسلامين، لكن هجوم رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب «المصريين الأحرار»، على جماعة الإخوان عزز اعتبار حزبه دينياً يمثل الأقباط فقط. في المقابل يضم «الحرية والعدالة»، كما يقول ناشطوه، عشرات الأقباط الذين لا يرون في رفع شعارات «الدولة المدنية ذات المرجعية الإسلامية» تناقضاً مع كونهم أقباطاً «فبحكم الواقع مصر مرجعيتها إسلامية». وعزز اختيار المفكر القبطي رفيق حبيب نائباً لرئيس «الحرية والعدالة» من حجة قيادات جماعة الإخوان المسلمين بأن الحزب منفتح على جميع التيارات. ويحتفظ حبيب بعلاقات طيبة مع قيادات «الإخوان» وكان له دور بارز في تأسيس «الحرية والعدالة» وهو من المدافعين عن المرجعية الإسلامية لمصر بعد ثورة 25 يناير. وقال المنسق الإعلامي للحزب عادل الأنصاري ل «الحياة» إن الحزب يضم حوالى مئة قبطي اقتنعوا بأفكار الحزب وبرنامجه وانضموا إليه عن قناعة ومنهم من أختير في مواقع قيادية فيه. ومن بين هؤلاء الدكتور ناجي نجيب الذي انتخب عضواً في الأمانة العامة للحزب في محافظة الشرقية (في دلتا مصر). وحصل نجيب في انتخابات الحزب على 270 صوتاً من 308 أصوات وهى أعلى الأصوات في محافظته. وقال نجيب ل «الحياة» إن ما دفعه إلى الانضمام إلى حزب الحرية والعدالة هو اقتناعه بأنه حزب لكل المصريين وليس للإخوان فقط والدليل هو اختياره عضواً في الأمانة العامة في انتخابات ديموقراطية، مؤكداً أهمية المشاركة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. ورفض نجيب القول إن انضمام الأقباط الى «الحرية والعدالة» مجرد محاولة لتجميل وجه الحزب. وقال: «حياتي مستقرة، وأنا رجل ثري ولست في حاجة إلى مال أو دعاية حتى أنضم الى الحزب، لكني كنت صادقاً مع نفسي وهدفي خدمة بلدي ومجتمعي، ورأيت أن عرض قضايا الأقباط داخل حزب الحرية والعدالة أفضل من عرضها في الأحزاب الأخرى مثل المصريين الأحرار أو غيره لأن الأقباط ليست لديهم مشاكل مع هذه الأحزاب، وانضمامي إليها لن يضيف لي أو لها شيئاً (...) لكن اخترت حزب الحرية والعدالة بدافع المشاركة وأن أكون فاعلاً، وسأطرح قضايا الأقباط وإن استطعت أن أكون فاعلاً سأستمر وإن لم استطع تحقيق وجود سأنسحب».