صدم محتجون فلسطينيون بجرافة يوم الجمعة جدارا متنازع عليه بالقرب من قرية بلعين بعد أيام من قول الجيش الاسرائيلي انه سيمتثل أخيرا لقرار محكمة ويغير موقع الحاجز. وأطلق جنود اسرائيليون وابلا من القنابل المسيلة للدموع واستخدموا خراطيم تطلق سائلا له رائحة كريهة لاجبار المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالاعلام على الابتعاد عن السياج المعدني الذي يحجز السكان المحليين عن أراضيهم. وقرية بلعين التي تقع على بعد حوالي 25 كيلومترا شرقي تل ابيب باتت نقطة محورية للاحتجاجات على شبكة الجدران والاسوار الاسرائيلية المثيرة للجدل التي تفصل اجزاء كبيرة من الضفة الغربيةالمحتلة عن اسرائيل. وهدم الجيش الاسرائيلي برج مراقبة يطل على بلعين يوم الاربعاء وقال انه مستعد لتفكيك جزء من الجدار بعد أربع سنوات من حكم المحكمة العليا الذي يقضي بضرورة اعادة توجيه الجدار ليعطي الفلسطينيين منفذا أكبر الى الاراضي الزراعية. وذهب قادة ونشطاء فلسطينيون الى بلعين يوم الجمعة للاحتفال بالقرار ولكنهم قالوا ان الاحتجاجات ستستمر لان الكثير من الاراضي لا يزال يتعذر الوصول اليه. وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لتلفزيون رويترز "ما حصلت عليه قرية بلعين بسبب تغيير مسار الجدار حتى الان يقل عن نصف الاراضي التي اغتصبت من ارض بلعين لصالح الجدار." واضاف بعد اداء صلاة الجمعة "هذه بداية تراجع لذلك هذا الحدث له مغزى ومغزى هام يدل على القوة الهائلة لما اصبح نموذج في بلعين والذي لا يمكن أن ينتهي الا بانتهاء الاحتلال وطغيانه وظلمه واستيطانه وجدرانه." واقامت اسرائيل جدارا خرسانيا سيحل محل الجدار القديم على بعد مئات الامتار خلف السياج. ولكن السياج المعدني الاصلي لا يزال قائما وحاول عشرات المحتجين هدمه باستخدام جرافة صفراء. وشق فلسطينيون وبينهم رجل على مقعد متحرك طريقهم عبر مسار ترابي وسط أشجار الزيتون واستخداموا جرافة لكسر بوابة معدنية قبل أن يرغمهم الجنود على التراجع. وامتلات مقصورة الجرافة بالغاز المسيل للدموع وتراجع السائق بصعوبة. وبدأت اسرائيل بناء الجدار وهو مزيج من سياج معدني وأسلاك شائكة وجدران خرسانية في عام 2002 بعد موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية. وتطلق الحكومة الاسرائيلية عليه "السياج الامني" وتقول انه حيوي لحماية حياة الاسرائيليين. ويشير الفلسطينيون اليه على انه "جدار فصل عنصري" ويقولون انه يرقى الى الاستيلاء على الاراضي وابتلاع مساحات شاسعة من أراضي أجدادهم الزراعية. وقالت محكمة العدل الدولية في لاهاي في عام 2004 ان الجدار الذي يبلغ طوله 720 كيلومترا غير قانوني. وفي قرية بلعين ينعطف الجدار ثلاثة كيلومترات داخل الخط الاخضر الذي اقيم وفقا لوقف اطلاق النار في عام 1949 والذي فصل اسرائيل عن الضفة الغربية. وتقوم اسرائيل بذلك لضمان أن المستوطنات اليهودية القريبة تكون على الجانب الاسرائيلي من الجدار.