قالت منظمة خيرية إن محكمة إيطالية أمرت بمصادرة سفينة تابعة لها بتهمة أن طاقمها ساعد مهاجرين غير شرعيين بإنقاذ أكثر من 200 مهاجر من زوارق قبل أن يتحرك خفر السواحل الليبي لإعادتهم إلى أفريقيا. وتلقي القضية الضوء على المواجهة المشحونة للغاية بين المنظمات الإنسانية التي تسعى لإنقاذ الأرواح في البحار المفتوحة والسلطات الأوروبية التي تحاول تقليص أعداد من يقدمون على الرحلة الخطرة. وقال حرس السواحل الإيطالي إن المنظمة الخيرية الإسبانية «بروأكتيفا أوبن آرمز» انتشلت المهاجرين من زوارق مطاطية غير آمنة في المياه الدولية على مسافة 117 كيلومتراً من الساحل الليبي الخميس الماضي. وأضاف أن المنظمة تجاهلت أوامر بالابتعاد من حرس السواحل الليبي المسؤول عن انتشال المهاجرين في هذه المنطقة من البحر. وأصدرت «بروأكتيفا» تسجيلاً مصوراً قالت إنه يظهر صبياً جالساً في حجر والده على سفينتها. وقال مؤسس المنظمة الخيرية أوسكار كامبس على «تويتر»: «ما كان ليغفر لنا لو أعدناه إلى الجحيم». وقالت الأممالمتحدة إن المهاجرين يواجهون ظروفاً صعبة في ليبيا. وقالت المنظمة إنها نقلت المهاجرين إلى جزيرة بوتسالو في صقلية أول من أمس (السبت). وقالت محامية المنظمة روزا إيمانويلا لو فارو إن محكمة على الجزيرة أمرت في اليوم التالي بمصادرة السفينة للاشتباه في أن ثلاثة من العاملين لدى «برواكتيفا»، منهم قبطان السفينة وكامبس، يديرونها في إطار منظمة إجرامية تدعم الهجرة غير الشرعية. وقالت لو فارو: «المحكمة تقول إن بروأكتيفا انتهكت اتفاقاً دولياً». لكنها نفت ارتكاب أي مخالفة. وأضافت: «هذا اتفاق أبرم مع الحكومة الليبية ليس لدى أوبن آرمز علم به. لم يتم إبلاغ أوبن آرمز على الإطلاق بأن هذه منطقة إنقاذ يتولى المسؤولية فيها الليبيون». وهذه هي المرة الثانية التي تصادر فيها إيطاليا سفينة إنقاذ. إذ تحفظت على السفينة الألمانية «لوفينتا» في آب (أغسطس) الماضي بسبب اتهامات بمساعدة مهاجرين غير شرعيين. ونفت منظمة الإنقاذ البحري الألمانية «يوغيند ريتيت» الاتهامات وتسعى لاستعادة السفينة.