يواصل الشاعر والمترجم المغربي نور الدين الدامون نسجه لخيوط شعريات الضفة المتوسطية، من خلال ترجمته قصائد لشعراء إسبان. وقد سمى إصداره الجديد «لم ينزل الملاك بعد» . ويُعَدّ هذا العمل، الذي يَنِمّ عن جهد في مجال الشعريات المجاورة التي تساهم في حوار مع الثقافة الإسبانية الخصبة، بمتخيَّلها وفضاءاتها الشعرية وعوالمها التي يمكن رصدها في شكل جلي لدى شعراء جيل 27 الإسباني. ويقع هذا العمل الصادر عن دار»كوثر برانبت» -الرباط، في 86 صفحة من الحجم المتوسط، تزينه لوحة للفنان بيكاسو، ويتضمن قصائد مترجمة للشعراء: غريغو ريوسان خوان، وفيدال دي نيكولاس، وخافيير دي بنغوثيا، وأنخيلو كريسبو، وخوان ألكالدي، وماريا بنيتو، وخوسي مانويل كافاجيرو بونالد، وليوبولد دي لويس، وخوسي لويس إيدالغو، وأنخيل غونثاليث، وكلاوديو رودريغيس، وأنخيل فيغرا إيمريش، وخوان أغسطين غويتسولو، وخوي يرو، وبلاس دي أوتيرو، وغابرييل سيلايا. يعكس هذا العمل انشغال الشعر الإسباني في مرحلة حرجة من تاريخه المعاصر بأشكال الحياة، مثل الاحتفاء بمصارعة الثيران، وموسم الحصاد، والحديث عن العمال والفلاحين، وعن إسبانيا ذات المساحات الشاسعة، وعن الحرب والسلام، وعن الأطفال والأرامل والشرفات الفارغة والأجراس والمياه، والأقواس والغبار والعرق والحديد، والخوف... ويدل على الشعر الإسباني على مستوى الصورة الشعرية والدلالة التي عمل المترجم نور الدين الدامون على التعامل معها، والحفاظ على بعدها الغنائي. ولعل المقدمة التي ترجمها لروبيرتو مارتو توضح هذا الطموح وتكشف جوانب من الملامح الجمالية للشعر الإسباني.