ينهي اليوم (الأربعاء)، رئيس أركان الدفاع الإسباني الفريق الأول سانز رولدان، زيارة رسمية للجزائر، دامت ثلاثة أيام، كشف عنها بيان لوزارة الدفاع الوطني أمس الثلاثاء، أفاد أن الزيارة التي جاءت بدعوة من رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري، اللواء قايد صالح، تندرج في إطار «مواصلة تعزيز وتطوير علاقات التعاون بين القوات المسلحة للبلدين»، كما أنها «فرصة للطرفين لبحث المسائل ذات الاهتمام المشترك». وتعد زيارة رئيس أركان الدفاع الإسباني الفريق الأول سانز رولدان، التي سبق وأن أعلن عنها وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم مطلع الشهر الجاري، خامس زيارة يقوم بها مسؤول إسباني رفيع المستوى إلى الجزائر خلال شهر يناير وحده.. بدءاً بالزيارة التي قام بها رئيس الدبلوماسية الإسبانية السيد ميغال أنخيل موراتينوس في 5 جانفي(يناير)، سلم خلالها رسالة من رئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس ثاباتيروإلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لم يكشف عن فحواها، تبعتها أخرى لوزيري العدل خوان فوناندولوباز أغيلار، والصناعة والتجارة والصناعة خوسي مونتيلا أغيليرا، قبل أن يحلّ من بعدهما رئيس مجلس النواب الإسباني السيد مانويل مارين غونثاليث على رأس وفد برلماني هام في زيارة رسمية دامت يومين توجت بالتوقيع على بروتوكول إطار للتعاون البرلماني بين غرفتي البرلمان الإسباني والجزائري. وتدخل مجموع هذه الزيارات، في إطار التحضير للقمة المرتقبة خلال الثلاثي الأول من العام الجاري في مدريد، بين رئيس الحكومة الإسباني خوسي لويس ثاباتيرووالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مباشرة بعد انعقاد اللجنة العليا الجزائرية الإسبانية المشتركة برعاية مسؤولي البلدين، كما تمهدّ للتوقيع خلال نفس الزيارة للاتفاقية الشاملة للتعاون الأمني والقضائي في مجال مكافحة الإرهاب بين الجزائروإسبانيا. ومن شأن هذه الاتفاقية أن تعزز جهود البلدين الثنائية، لمواجهة ظاهرة الإرهاب والتحكم في أسبابها خارج الجهود الجماعية المشتركة المبذولة في إطار مجموعة 5+5 التي تضم كلاً من إسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال ومالطا عن دول جنوب أوروبا، والجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وليبيا عن دول شمال إفريقيا. وتعكس الاتفاقية مثلما تفيد تحاليل الخبراء جدية التقارب الجديد الحاصل بين الجزائروإسبانيا، منذ استلام حكومة ثاباتيرومهامها بعد تولي الحزب الاشتراكي الإسباني السلطة في مدريد، وهو التقارب الذي تعزز أكثر منذ تم التوقيع على معاهدة الصداقة بين البلدين في مدريد شهر أكتوبر 2002. وكان موارتينوس في ختام زيارته الأخيرة للجزائر، قال بشأن هذه الاتفاقية، إنها تعكس رغبة وإرادة إسبانيا في تطوير العلاقات الثنائية بينها وبين الجزائر، إلى تحالف استراتيجي يسهم في إرساء الأمن والاستقرار في حوض المتوسط ومنطقة المغرب العربي. وهو التقارب الذي تعزز أيضا بالمشروع الغازي الضخم «ميدغاز» الذي يموّل إسبانيا عبر الأنبوب الغازي الرابط بين البلدين عبر البحر المتوسط بما يعادل 60 ٪ من احتياجات إسبانيا من هذه المادة الحيوية، من المنتظر أن يزودها بما يعادل مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويا بداية من العام 2007. وسمحت من جهتها زيارة وزير العدل الإسباني خوان فوناندولوباز أغيلار إلى الجزائر في 12 جانفي(يناير) الجاري بتنصيب لجنة من الخبراء تتكفل بدراسة الإجراءات القانونية التي ستتدعم بها الاتفاقية الشاملة للتعاون الأمني والقضائي والعسكري في مجال مكافحة الإرهاب، المتعلقة بقضايا تسليم المطلوبين والمجرمين، وصدّ شبكات تمويل ودعم الإرهاب، تكريسا لجهود البلدين في مكافحة الجريمة المنظمة ويعزز جهود إسبانيا في التنسيق مع دول الحوض الجنوبي من المتوسط لتطويق الخطر الإرهابي حولها، ومحاصرة التهديدات الإرهابية بعد أحداث مدريد الدموية.