منحت لجنة تحكيم جائزة "الأركانة" العالمية للشعر، في دورتها السابعة جائزتها هذا العام للشاعر الإسباني أنطونيو جامونيدا، وهذه الجائزة ينظمها بيت الشعر في الرباط من خلال لجنة ترأسها محمد العربي المساري، وتشكلت من الناقد عبد الرحمن طنكول، والشاعر حسن نجمي، والشاعر نجيب خداري، والشاعر خالد الريسوني، ومنحت الجائزة لجامونيدا تقديراً لتجربته الشعرية العميقة، التي تتأمل الموت من مشارف الحياة، كما أنه شاعر إنساني نسج مع الشعر علاقة تأمل وود، مثلما نسج مع بيت الشعر في المغرب علاقة صداقة وطيدة منذ وقت طويل، ويعتبر أنطونيو جامونيدا عضو نشط في الهيئة الشرفية للهيئة، وشاعر لفت بحضوره القوي الأنظار في الدورة الأولى لمهرجان الدارالبيضاء العالمي للشعر، واستطاع هذا الشاعر الإسباني بشاعريته المتدفقة أن ينبثق من الهامش، ويتمرد بصمت على التجاهل والنسيان بسلطة كلمة الشعر المتألقة، لينال ما يستحقه من مكانة واحترام في عالم الشعر والأدب، لأنه ببساطة ظل وفياً للعمق الإنساني الذي يمثله الشعر الذي يبدعه، تجدر الإشارة إلى أن الشاعر الإسباني أنطونيو جامونيدا ولد في مدينة أوبييدو بإقليم أستورياس عام 1931، ويعد حالياً من الوجوه الأدبية المؤثرة في المشهد الشعري الأوروبي عامةً وتحديداً الناطق بالإسبانية، إذ أن أعماله الأدبية والشعرية منها على وجه الخصوص حظيت باعتراف عالمي واسع، وإن تأخر قليلاً، فالشاعر لم يلج باب التناول الإعلامي والنقد والانتشار الواسع بين جماهير القراء إلا حديثاً إذا ما قورن مع شعراء آخرين، ولكنه يعتبر الآن من الأصوات الاستثنائية العميقة في الشعر الإسباني الراهن، وهو من الناحية الكرونولوجية يمكن أن يصنف مع الجيل الخمسيني، دون أن يكون منتمياً للجماعة الشعرية الخمسينية التي اجتمعت بكوليور، والتي ضمت أنخيل غونثاليث، وخوسيه مانويل، وكباييرو بونالد، وكلاوديو رودريغيث، وكارلوس بارال، وخايمي خيل دي بييدما، وخوسيه أغوسطين غويتيصولو، وأنخيل بالينطي، وألفونصو كوسطافريدا ...وغيرهم، وإن ظلت تجربته في الكتابة الشعرية بعيدة عن كل الجماعات والتيارات الفكرية السائدة، وهذا ما أكسب أعماله تميزاً خاصاً، حيث نال الاعتراف والتتويج المستحقين ابتداء من سنة 1987، حين صدرت باكورة أعماله تحت عنوان "عمر"، فاجتمعت آراء النقاد والقراء في إسبانيا وخارجها على اعتبار أن مساره الشعري مساراً متفرداً، وتجربته في الكتابة الشعرية تجربة متميزة لا توازي ما كان سائداً من تجارب، ولا تتناظر مع أي من التيارات أو التقليعات الشعرية المتعايشة فيما بينها داخل خريطة الشعر الإسباني، وتساءل النقاد إن كانوا قادرين على تصنيف جامونيدا ضمن الجيل الشعري الخمسيني من عدمه، ومن أهم أعماله (الأرض والشفاه) وهو ديوان شعري لم ينشر إلا مع صدور المجلد المعنون ب "عمر"، والذي جمع فيه الشاعر أعماله الشعرية التي كتبها حتى بدايات عام 1987، وحصد العديد من الجوائز وهي جائزة ثيربانتس (2006)، وجائزة الملكة صوفيا للشعر الإيبروأمريكي (2006)، والجائزة الوطنية للشعر (1988)، وجائزة قشتالة وليون للآداب (1985)، وكل هذه الجوائز تدل على الموهبة الشعرية الكبيرة التي يتمتع بها الشاعر . :