قتل 27 مدنياً على الأقل في مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية جراء قصف مدفعي للقوات التركية التي باتت تطوق المدينة مع عشرات القرى غربها، فيما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن «على الولاياتالمتحدة سحب مسلحين أكراد من شرق نهر الفرات إذا كانت تريد التعاون مع أنقرة». وشن الجيش التركي قصفاً مدفعياً عنيفاً على عفرين أدى إلى مقتل 27 مدنياً من بينهم 7 أطفال أثناء محاولتهم النزوح من المدينة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان» الذي أشار إلى أن «معارك تدور على حدود المدينة الشمالية». وصعّدت القوات التركية منذ مطلع الأسبوع، قصفها للمدينة التي باتت تطوقها مع تسعين قرية تقع غربها، وسجّل أمس، نزوح أكثر من 2500 شخص وذلك غداة نزوح ثلاثين ألف مدني في اليومين الأخيرين. ويربط مدينة عفرين بمناطق سيطرة قوات النظام منفذ وحيد، يمر عبر بلدتي نبّل والزهراء المواليتين لدمشق، لكنه بات منذ الإثنين تحت مرمى النيران التركية. وأعلنت «وحدات حماية الشعب الكردية» أنها خاضت معارك ضد القوات التركية والمقاتلين المتحالفين معها الذين يحاولون اقتحام المدينة من الشمال، فيما ألقى الجيش التركي منشورات على المقاتلين في عفرين تدعوهم إلى الاستسلام والتخلي عن «المنظمة الإرهابية». وأتى في المنشور: «ثقوا في اليد التي نمددها إليكم. ثقوا في عدالة تركيا وفي القوات المسلحة التركية! تعالوا واستسلموا! ينتظركم مستقبل ينعم بالهدوء والسلام في عفرين». من جانبه، اعتبر أردوغان أن على الولاياتالمتحدة «سحب مسلحين أكراد سوريين من شرق نهر الفرات بسوريا إذا كانت تريد التعاون مع أنقرة». وقال في مؤتمر لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في إقليم أرضروم شمال شرقي البلاد أن أنقرة «لا تزال منفتحة على كل عروض التعاون في ما يتعلق بمدينة منبج السورية»، معرباً عن عدم تأكده من النهج الذي سيسلكه وزير الخارجية الأميركي الجديد مايك بومبيو في هذا الشأن. في غضون ذلك، أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاء معلومات تتحدث عن مدنيين عالقين في عفرين تمنعهم القوات الكردية من الفرار ويستخدمون «دروعا بشرية». وقالت الناطقة باسم مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان رافينا شمسداني في لقاء مع صحافيين في جنيف، إن «مئات الآلاف من المدنيين معرضون للخطر». وأضافت: «نشعر بقلق عميق من خطر مرتفع لتعرض مدنيين عالقين للقتل والجرح والحصار واستخدامهم كدروع بشرية أو نزوحهم بسبب المعارك». وقالت شمسداني إن المفوضية السامية تلقت «تقارير مقلقة جداً عن قتلى وجرحى وأن القوات الكردية تمنع المدنيين من مغادرة مدينة عفرين». وتابعت «تلقينا تقارير تفيد أن وحدهم المدنيين الذين لديهم اتصالات مع السلطة الكردية أو القوات المسلحة الكردية تمكنوا من الرحيل». وأضافت «حتى عندما يرحلون، فانهم يواجهون مخاطر كبيرة وعليهم دفع رشى عندما يصلون إلى الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة».