واصلت تركيا أمس تصعيد عملياتها في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال سورية، حيث استهدفت غاراتها مسلّحين موالين للنظام السوري، في حين أعرب رئيسها رجب طيّب أردوغان عن أمله ب «سقوط» المدينة في شكل كامل خلال ساعات إلا أن مصدراً في الرئاسة التركية حاول تصحيح موقف الرئيس التركي. وأشار المصدر إلى أن أردوغان أمل ب «إنجاز التطويق الكامل» لمدينة عفرين وليس سقوطها. في المقابل وصف أكراد سورية تصريحات اردوغان بأنها «أحلام يقظة». وأكد الرئيس التركي أن «الطرقات التي يستخدمها الإرهابيون في الشرق للدخول إلى المنطقة والخروج منها، ستغلق اليوم أو غداً إن شاء الله». وكرر القول إنه بعد عفرين ستقوم تركيا «بتطهير» المدن الأخرى الخاضعة لسيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال سورية بينها منبج التي ينتشر فيها أيضاً جنود أميركيون. وفي رد على تصريحات أردوغان، قال مسؤول مكتب العلاقات العامة في «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ريدور خليل التي تعد الوحدات الكردية أبرز مكوناتها «يبدو أن الرئيس التركي «يحلم أحلام اليقظة من خلال قوله إن عفرين ستسقط الليلة» (أمس). وقال إنه «في المدينة مئات الآلاف من المدنيين، والمدافعون عنها على أسوارها ولن يسمحوا باقتراب الجيش التركي وفصائله الإرهابية منها بهذه السهولة». وحذر من أن «النتائج ستكون كارثية ومكلفة جداً» على القوات المهاجمة. وتطوّق القوات التركية وفصائل سورية موالية لها منذ الإثنين مدينة عفرين مع تسعين قرية تقع غربها، وتمكنت أنقرة التي تخشى إقامة أكراد سورية حكماً ذاتياً على حدودها، من السيطرة على كامل الشريط الحدودي وتقدمت في عمق المنطقة التي باتت تسيطر على أكثر من ستين في المئة من مساحتها. وقتل عشرة مقاتلين موالين لدمشق أمس نتيجة غارات تركية استهدفت حاجزاً لهم على الطريق الوحيد المؤدي من عفرين باتجاه مناطق سيطرة قوات النظام، وفق «المرصد». ويتحدر ثمانية من هؤلاء المقاتلين من بلدة نبل المجاورة. وبات هذا الطريق تحت مرمى نيران الجيش التركي وحلفائه، ما يدفع المدنيين إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام للفرار من مدينة عفرين مقابل دفع مبالغ باهظة لمهربين، وفق «المرصد». وأكد قائد موال للنظام قصف مواقع تركية شمال سورية رداً على الضربة التركية. وأضاف أن «مقاتلين شيعة استخدموا المدفعية لاستهداف مواقع تركية» في مدينة مارع شمال حلب. وكان الجيش التركي أعلن أول من أمس «تطويق مدينة عفرين» لكن الناطق باسم «الوحدات» الكردية في عفرين بروسك حسكة نفى ذلك.