توجه وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ هو إلى السويد عبر بكين وسط تحضيرات لاجتماع مزمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم كيم جونغ أون، في وقت كشف البرلمان الأوروبي عن محادثات سرية جرت سابقاً مع كوريين شماليين في بروكسيل كان لها دور في تطوير ثقة كافية لعقد هذه القمة التاريخية. وفيما أكدت وزارة الخارجية الصينية أن الوزير الكوري الشمالي توقف في بكين ليستقل طائرة إلى استوكهولم، لم يستبعد مصدر في العاصمة الصينية «إمكانية اتصال بين واشنطن وبيونغيانغ» خلال زيارة ري إلى السويد، والتي يرافقه خلالها شو كانغ إيل، مساعد المدير العام لإدارة أميركا الشمالية في الخارجية الكورية الشمالية. بدورها أوضحت السويد أن ري يزور البلاد في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها وزيرة الخارجية مارغوت وولستروم. وأوضحت وزارة الخارجية السويدية أن «المناقشات ستتناول دور سلطة الحماية القنصلية الذي تلعبه السويد لدى الولاياتالمتحدة وكندا وأستراليا»، فضلاً عن مناقشة الوضع الأمني على شبه الجزيرة الكورية. وتمثل السويد في بيونغيانغ المصالح الأميركية وكذلك الكندية والأسترالية في كوريا الشمالية التي تقيم معها هذه الدول علاقات ديبلوماسية. وكان الرئيس ترامب شكر العام الماضي الحكومة السويدية لجهودها من أجل الإفراج عن الطالب الأميركي أوتو وارمبير الذي أوقف في بينغيانغ في 2016 وتوفي بعيد الإفراج عنه وعودته إلى الولاياتالمتحدة. وفي السياق نفسه، أعلن النائب الأوروبي البريطاني المحافظ نيرجي ديفا أن وفداً من هذه المؤسسة أجرى منذ ثلاث سنوات مفاوضات سرية مع سلطات كوريا الشمالية في محاولة للتوصل إلى إنهاء برنامج بيونغيانغ النووي. وعلى هامش جلسة علنية للبرلمان في ستراسبورغ شرق فرنسا، قال ديفا: «التقينا سراً مسؤولين كوريين شماليين 14 مرة. فهمنا قلقهم وفهموا قلقنا». وأضاف أنه لإنهاء التوتر مع كوريا الشمالية تولى الوفد الأوروبي «الدفاع بلا هوادة عن الحوار من دون شروط مسبقة». وقال النائب الأوروبي: «قلنا لهم بعبارات لا لبس فيها إنهم إذا استمروا في برنامجيهم الصاروخي والنووي، فإن ذلك سيؤدي فقط إلى أمر حتمي لا نجرؤ على التفكير فيه». وبحسب ديفا فقد كان لوفد البرلمان الأوروبي دور في تطوير ثقة كافية لإقامة حوار بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وعقدت المحادثات بين البرلمانيين الأوروبيين والمسؤولين الكوريين الشماليين وضمنهم وزراء، بانتظام في بروكسيل. وبالتوازي التقى الوفد مسؤولين أميركيين وصينيين ويابانيين وكوريين جنوبيين، بهدف الدفع نحو الحوار من أجل «شبه جزيرة كورية خالية من السلاح النووي وفي شكل قابل للتحقق». وفرض الاتحاد الأوروبي سلسلة عقوبات على كوريا الشمالية مع العلم أنه يقيم علاقات ديبلوماسية معها منذ 2001 وكذلك معظم دوله. وتملك سبع من دول الاتحاد سفارات في بيونغيانغ وهي ألمانياوالسويد ورومانيا وتشيخيا وبلغاريا وبولندا والمملكة المتحدة. إلى ذلك، رأت كوريا الجنوبية أنه من السابق لأوانه الاستعداد لأي مشروعات اقتصادية بين الكوريتين في القمة المرتقبة في نيسان (أبريل). وقال ناطق باسم الرئاسة إنه على رغم مناقشة التعاون الاقتصادي في قمم سابقة بين الكوريتين، فان سيول وبيونغيانغ «ستركزان على القضايا الملحة فقط هذه المرة». وفي هذا الإطار، أعلن رئيس مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية تشونغ يوي-يونغ أن الرئيس الصيني شي جينبينغ عبر عن مساندته لمبادرة سيول لدفع الحوار السلمي مع كوريا الشمالية وأن روسيا عبرت عن دعمها أيضاً. وقال تشونغ إن كبير الديبلوماسيين الصينيين يانغ جيه تشي سيزور سيول أوائل الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين. وترتبط كوريا الشمالية بعلاقات ودية مع بكين وموسكو ولا تزال الصين الشريك التجاري الأكبر لبيونغيانغ.