أعلن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي استعداد بيونغيانغ لحوار مباشر مع واشنطن. أتى ذلك بعد إدانة كوريا الشمالية تشديد الولاياتالمتحدة عقوبات مفروضة عليها، إذ اعتبرتها «عملاً حربياً» ومحاولة لتقويض تحسّن علاقاتها مع سيول. وبدا واضحاً غياب الودّ بين رئيس الوفد الكوري الشمالي الجنرال كيم يونغ شول، وإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لدى حضورهما مراسم ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي نظمتها مدينة بيونغتشانغ الكورية الجنوبية، والتي أطلقت عليها سيول «أولمبياد السلام». واستقبل مون إيفانكا بودّ، فيما صافح كيم باقتضاب. لكن مكتبه أعلن أن الجنرال الكوري الشمالي أعلن استعداد بيونغيانغ لحوار مع واشنطن، قائلاً: «محادثات الكوريتيْن والعلاقات بين الشمال والولاياتالمتحدة، يجب أن تتحسّن في الوقت ذاته». وتطرّق البيت الأبيض إلى إعلان مون في شأن استعداد الدولة الستالينية لحوار مع واشنطن، إذ اصدر بياناً ورد فيه: «سنرى إن كانت رسالة بيونغيانغ تمثل أولى الخطوات على طريق نزع السلاح النووي (أم لا). في الوقت ذاته على الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي الاستمرار في توضيح أن لا مستقبل للبرنامجَين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية». وجلست إيفانكا قرب زوجة مون خلال ختام الأولمبياد، فيما أُجلِس كيم وراءهما بصفّ، في وقت جلس على بعد مقعدين منه الجنرال فينسنت بروكس، قائد القوات الأميركية في كوريا الجنوبية. وكانت مشاركة الجنرال كيم في تلك المراسم أثارت غضباً في كوريا الجنوبية، لكن محتجين فشلوا في محاولة لسدّ الطريق أمام موكب الوفد الكوري الشمالي. وكان كيم رئيساً لأجهزة الاستخبارات في بلاده، واتُهِم بتدبيره هجوماً بطوربيد استهدف طراداً كورياً جنوبياً عام 2010، ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً. وعلى رغم انقسامات وانعدام في الثقة، اتفقت الكوريتان على أن يسير لاعبو الشطرين معاً، في حفلّي الافتتاح والختام، تحت علم واحد. وكانت بيونغيانغ دانت تشديد واشنطن عقوبات عليها طاولت أكثر من 50 سفينة وشركة نقل بحري. ووَرَدَ في بيان أصدرته وزارة الخارجية الكورية الشمالية: «تعاونت الكوريتان معاً ونجح الأولمبياد، لكن الولاياتالمتحدة أثارت شبح حرب في شبه الجزيرة الكورية، ب(فرضها) عقوبات جديدة واسعة على كوريا الشمالية قبل الحفلة الختامية». واعتبرت أن أي حصار تفرضه الولاياتالمتحدة على أراضيها، سيشكّل «عملاً حربياً». في السياق ذاته، قدّمت بكين اعتراضاً رسمياً لدى واشنطن، بعد فرضها عقوبات أحادية استهدفت شركات صينية مُتهمة بنشاطات محظورة مع كوريا الشمالية. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية: «فرضنا على الولاياتالمتحدة إنهاء ممارساتها الخاطئة، لتجنّب الإضرار بتنسيقنا الثنائي في ملف» الدولة الستالينية. وأضاف أن الصين التي تستوعب أكثر من 90 في المئة من تجارة كوريا الشمالية، «تطبّق في شكل كامل» عقوبات فرضها مجلس الأمن على بيونغيانغ، و»لن تسمح أبداً لشركات أو مواطنين صينيين بإجراء نشاطات تنتهك هذه القرارات».