أجرى وزير خارجية أستونيا اورماس بايت امس، محادثات مع المسؤولين اللبنانيين تتعلق بتطورات قضية الدرّاجين الأستونيين السبعة الذين خطفوا في لبنان في 23 آذار (مارس) الماضي، وادعى القضاء العسكري اللبناني على 12 شخصاً بتهمة المشاركة في خطفهم، بينهم خمسة فارون. وكان البارز التصريح الذي أوضحت وكالة «فرانس برس» أن باييت أدلى به من بيروت لإذاعة أستونية وقال فيه إن السلطات اللبنانية «تمتلك معلومات تشير الى أن الأستونيين السبعة ما زالوا على قيد الحياة». وأضاف بايت في حديث لإذاعة «كوكو»: «وفقاً للمعلومات التي حصلت عليها من الرئيس اللبناني، فان الأستونيين المخطوفين ما زالوا على قيد الحياة، وما زال العمل على تحريرهم جارياً». والتقى المسؤول الأستوني رئيس الجمهورية ميشال سليمان في بعبدا، وزار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي أكد، وفق بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، «متابعةَ الحكومة الجديدة لحادثة خطف الأستونيين»، وشدد على «أن على ان هذه المسألة من الاولويات لدى الاجهزة الامنية بكل مكوناتها»، وأبدى «استعداده لوضع كل ما تكوَّن لدى التحقيق من معطيات في تصرف السلطات الأستونية». وطلب ميقاتي من وزير خارجية أستونيا «نقل صادق المشاعر الى ذوي المخطوفين، وطمأنتهم الى ان الجهود مستمرة لكشف ملابسات خطفهم بعدما توافرت عناصر ومعطيات يمكن ان تساهم في كشف خيوط اساسية». وشدد «على التعاون مع الاجهزة الامنية الأستونية وكل ما يمكن ان يقدم مساهمة إضافية في كشف مصيرهم». وقال الوزير الأستوني بعد اللقاء: «هذه زيارتي الثالثة إلى لبنان في خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وللأسف لا يزال موضوع البحث هو اختطاف المواطنين الأستونيين السبعة». وأشار الى انه «خلال هذه الزيارة، عقدت اجتماعات مع الوزراء الجدد والتقيت رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، ورسالتي الأساسية أننا مرتاحون لمستوى التعاون بين السلطات اللبنانية والأستونية حتى هذا اليوم، وآمل مع تشكيل الحكومة الجديدة، ان يستمر هذا التعاون بفاعلية في ميادين أخرى، ومع منظمات أخرى في المنطقة ومع دول أخرى، هدفنا الأساسي هو إطلاق سراح مواطنينا المخطوفين ليتمكنوا من العودة الى بلدهم». وتوقف عند «صعوبة» وطأة الخطف على أفراد عائلات المخطوفين، «وأيضا بالنسبة لكل المجتمع الأستوني»، وقال: «هذه المسألة تبقى الموضوع الأول في أستونيا، وكل أعضاء المجتمع الأستوني يتمنون ان تنتهي هذه المسألة في أسرع وقت ممكن». وعما اذا جرى التوصل الى اي خيط لمعرفة هوية الخاطفين، قال: «نحن أمام عمل تنفيذي للقوى الأمنية التي تعمل بجهد، وفق مصادر المعلومات المتوافرة، ولكن حتى الساعة، لا أستطيع أن أكشف أيَّ معلومة امام الإعلام، ونأمل من خلال عمل الأجهزة الاستخباراتية والأمنية ان يتم التوصل الى نتيجة». وعن مكان وجودهم في لبنان، أو أن يكونوا اجتازوا الحدود اللبنانية، رأى الوزير الأستوني ان «من الصعب الجزم، لكن من المهم ان يتم التعاون العملي مع السلطات في الدول الأخرى في المنطقة، بما فيها سورية». والتقى باييت وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، واعتبر في تصريح ان «مستوى التعاون بين السلطات الأستونية واللبنانية يسير بشكل جيد، وتوافقنا على مواصلة هذا التعاون بعقل منفتح للوصول الى النتائج المرجوة، وبالتالي عودة المواطنين الأستونيين الى وطنهم». وأكد ان «العمل في هذا الاتجاه جار مع السلطات اللبنانية، وكذلك مع شركائنا من بلدان اخرى، وآمل في ان يتم التعاون مع السلطات السورية لحل هذه المسألة، فهذه القضية المؤسفة هي الأهم بالنسبة الى أستونيا وشعبها، وليست مسألة صعبة فقط بالنسبة لعائلات المخطوفين، بل أيضاً للمجتمع الأستوني ككل»، وأمل «أن يتمكن زملاؤنا في لبنان من حل هذه القضية ليكون بلدهم من البلدان التي يرتادها السياح الأستونيون مستقبلاً». ووصف «هذا النوع من التحقيقات الأمنية بأنه شبيه بالتحقيق بالجرائم، اذ يصار الى جمع المعلومات والتعاطي مع المصادر بسرية، وعندما تحل القضية ويطلق سراح المخطوفين، يكشف عن المعلومات التي تصبح مادة للنشر». واكتفى بالقول: «لن أطمئن حتى عودة المخطوفين الى بلدهم». كما التقى الوزير الأستوني وزير الخارجية عدنان منصور، وعقدا مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله منصور بالقول: «أعلمته أن هذه المسألة تهمنا وتؤلمنا جداً، خصوصاً أن الحدث وقع على الأراضي اللبنانية»، وأكد «ان السلطات اللبنانية تتابع عن كثب قضية المخطوفين من أجل العثور عليهم، وللأسف الشديد لم نتوصل حتى الآن الى معرفة موقعهم ومكانهم. وبطبيعة الحال، إن السلطات اللبنانية المختصة تتابع بجِدّ وفعالية هذه القضية، من أجل التوصل الى نتيجة ايجابية نأمل أن تكون في اقرب فرصة». اما باييت، فقال: «بالأمس كنت في اللوكسبورغ، في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي، وخلال الاجتماع سألني عدد من زملائي من وزراء الخارجية عن التطورات الاخيرة لهذا الموضوع، ما يُظهر أن هناك الكثير من الدول والسياسيين الاوروبيين مهتمون له، ويتابعونه باهتمام وعن كثب، ويترقبون النتائج الايجابية لهذه القضية المؤسفة». وأشار الى ان البحث شمل «التأسيس لمشاورات سياسية تقليدية بين أستونيا ولبنان، واقترحت أن تكون الجولة الاولى في الخريف المقبل في أستونيا، حيث يمكننا مناقشة التطورات في المنطقة وفي الشؤون الدولية الاخرى». وإذ شدد على ان «الموضوع الأهم هو عودة المختطَفين الأستونيين الى ديارهم»، لفت الى «طلب أستونيا مساعدة السلطات الفرنسية لحل هذه القضية منذ البداية، أي منذ 23 آذار (مارس) الماضي، وفرنسا لعبت دوراً كبيراً، وهي مستمرة في التعاون، ولكن هناك ايضاً العديد من الدول الأخرى التي تساعدنا، مثل تركيا وألمانيا ودول أخرى أوروبية وفي المنطقة». وعن معرفة مكان وجود المخطوفين، اكتفى باييت بالقول: «لم تتضح لنا الصورة بعد، مئة في المئة». وزار فاييت قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذكرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش أن البحث تركز على نتائج الإجراءات المتخذة في قضية المخطوفين.