تحوّلت المعارك الميدانية في عفرين، شمال سورية حيث تشنّ تركيا وفصائل من «الجيش السوري الحر» هجوماً عسكرياً على «وحدات حماية الشعب» الكردية، إلى عمليات كرّ وفرّ، في ظل استمرار الغارات التي تركزت أمس على المناطق الحدودية. ونفت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) أي وجود لتنظيم «داعش» في المنطقة، فيما أعلنت انضمام «متطوّعين» غربيين للقتال في صفوفها والتصدي للقوات التركية. وتركزت الغارات التركية أمس، على المناطق الحدودية في شمال غربي عفرين وشمال شرقها بهدف دفع المقاتلين الأكراد إلى التراجع وفتح الطريق أمام تقدم بري، وفق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، فيما واصلت القوات التركية ومعها المقاتلون السوريون محاولاتهم لانتزاع قمة تل برصايا المطل على المشارف الشرقية لعفرين. وأشار «المرصد» إلى أن القوات التركية بدعم من فصائل سورية مؤيدة لأنقرة لم تحرز سوى تقدم محدود في منطقة عفرين منذ بدء عملية «غصن الزيتون» قبل 5 أيام، لافتاً إلى أنه «بمجرد حصول تقدم والسيطرة على بلدة، يشنّ الأكراد هجوماً مضاداً ويستعيدون السيطرة عليها». وأوضح «المرصد» أن الأكراد استعادوا معظم النقاط التي تقدمت إليها القوات التركية وحلفاؤها، لكن قائد «الفرقة 23» في «الجيش الحر» أعلن أن «العملية تتقدم نحو تحقيق أهدافها بسرعة كبيرة». وواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات إلى عفرين أمس. وأفادت وكالة أنباء «الأناضول» التركية بأن شاحنات تحمل دبابات وناقلات جنود توّجهت إلى ولاية هاتاي الحدودية مع سورية، بهدف تعزيز الوحدات العسكرية المنتشرة على الخط الحدودي. ولفت كذلك إلى توجه آليات إلى منطقة عفرين، لتنضم إلى الوحدات العسكرية التي «تطهّر منطقة عفرين من الإرهابيين». إلى ذلك، أعلن «المرصد» مقتل عشرات المسلحين منذ بدء العملية التركية، مشيراً إلى مقتل 28 مدنياً في عفرين. وأكد كذلك مقتل مدنيَين قرب مدينة إعزاز الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية نتيجة قصف شنته «وحدات حماية الشعب». إلى ذلك، نفت «قسد»، التي تشكل «الوحدات» غالبية عناصرها، ما أعلنه الجيش التركي في بيان صدر ليل الثلثاء– الأربعاء عن «تصفيته» 260 مسلحاً كردياً ومن تنظيم «داعش» في الهجوم على عفرين. وقال المسؤول البارز في «قسد» ريدور خليل إن «العالم بأسره يعرف إن تنظيم داعش غير موجود في عفرين»، مشيراً إلى أن «الجيش التركي يبالغ كثيراً في عدد القتلى في صفوف قسد والوحدات»، غير أنه أكد سقوط قتلى من توضيح عددهم. وذكر في المقابل أن «قسد» قتلت عشرات من الجنود الأتراك ومقاتلي «الجيش الحر»، لكنه أكد أن لا رقم محدداً لديه». وكشف خليل أن متطوعين أميركيين وبريطانيين وألمان حاربوا «داعش» موجودون الآن في عفرين للمشاركة في التصدي للهجوم التركي. وأضاف: «كانت هناك رغبة من المقاتلين الأجانب الذين قاتلوا في الرقة ويقاتلون في دير الزور للتوجه إلى عفرين». ورفض تحديد موعد وصول المقاتلين الأجانب إلى عفرين، لكنه قال إن أعدادهم تقدر بالعشرات. وفي تركيا، ارتفع عدد المحتجزين بسبب اتهامهم ب «نشر دعاية إرهابية» على مواقع التواصل الاجتماعي منددة بالعملية العسكرية التركية، إلى 150 شخصاً، كما أكدت وسائل إعلام تركية. وأعلن «حزب الشعوب الديموقراطي» المؤيد للأكراد، وهو ثاني أكبر حزب معارض في مجلس النواب التركي، إن من بين المحتجزين سياسيين وصحافيين ونشطاء بسبب تدويناتهم على مواقع التواصل. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن مسؤولين من الشرطة قولهم إن الشرطة شنت عمليات في 31 إقليماً ووضعت 11 مشتبهاً في الحبس الاحتياطي إلى حين محاكمتهم، فيما أفرج عن سبعة منهم. ولفتت إلى أن استجواب الباقين ومجموعهم 132 شخصاً ما زال مستمراً. ولفتت الوكالة إلى أن مسؤولين في الشرطة أكدوا أن الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي «مراقبة بلا توقف وكل المستخدمين الذين ينشرون دعاية الجماعات الإرهابية سيحاكَمون».