خلُص اجتماعٌ عُقد امس في مكتب رئيس كتلة «المستقبل» النيابية في لبنان فؤاد السنيورة، بدعوة منه، لقيادات نيابية ودينية وسياسية من المعارضة في الشمال، الى ضرورة «إنشاء مجلس قيادة من اجل استيعاب كل ما يحدث في مدينة طرابلس وإيجاد حلحلة مباشرة له»، وذلك على خلفية الاحداث الدامية التي شهدتها أحياء جبل محسن وباب التبانة نهاية الاسبوع الماضي، مؤيدين اقتراح «أن تكون طرابلس منزوعة السلاح وأن تكون هذه الخطوةَ الأولى لِلَمِّ السلاح من ساحة لبنان». وشارك في الاجتماع كل من: مفتي الشمال وطرابلس الشيخ مالك الشعار، والنواب: سمير الجسر، محمد كبارة، احمد فتفت، نهاد المشنوق، خالد الضاهر، هادي حبيش، خضر حبيب، روبير فاضل، رياض رحال، نضال طعمة، قاسم عبد العزيز، سامر سعاده، معين المرعبي، خالد زهرمان، بدر ونوس، والوزير السابق عمر مسقاوي، بالإضافة إلى الأمين العام ل «تيار المستقبل» أحمد الحريري ورئيس بلدية طرابلس نادر غزال والنقيب السابق للمحامين في طرابلس رشيد درباس. وناقش المجتمعون «الحوادث الأمنية التي حصلت أخيراً في طرابلس وسبل معالجتها ومواجهتها»، وصرح المفتي الشعار بعد الاجتماع قائلاً: «على أثر الأحداث الأليمة التي حصلت في طرابلس، كان لا بد من أن نلتقي مع الرئيس السنيورة، الذي كان الراعيَ الأول لحلّ المشكلة التي حصلت في الشمال منذ ثلاث سنوات، وجرى اللقاء معه وسائر نواب طرابلس والشمال وكثير من الفعاليات وقيادات المجتمع المدني، لنجد حلاًّ نهائياً لما يحدث في طرابلس، وفي هذه المنطقة المنكوبة على وجه التحديد، وتوصلنا إلى أنه لا بد من إيجاد فريق عمل ولجنة تقوم بزيارة كل من الرئيس نجيب ميقاتي، وقبله رئيس البلاد ميشال سليمان، لطرح تصورات من أجل حلّ قضية طرابلس والشمال، التي لا يجوز على الإطلاق أن يعود لها ذكر في حياتنا في هذا العصر وفي هذه الأيام». ووصف الشعار اللقاء بأنه كان «مثمراً ونافعاً، وتوصلنا إلى أنه لا بد من أن يُعقد لقاء آخر مع توسعته، بحيث نتصل بالرئيس ميقاتي وكلٍّ من نواب طرابلس: الوزير محمد الصفدي وأحمد كرامي»، متمنياً أن «يشاركوا شخصياً أو أن يكون لديهم مندوب لإنشاء مجلس قيادة من اجل استيعاب كل ما يحدث في هذه المدينة وإيجاد حلحلة مباشرة له». وأمل في «أن يُكتب لهذه الخطوات الخير السريع، وان يدوم الأمن والاستقرار في رحاب هذا الوطن»، مؤيِّداً «الشعار الذي رفعه الرئيس السنيورة وأيّده الرئيس ميقاتي، وهو أن تكون طرابلس منزوعة السلاح، وأن تكون هذه الخطوةَ الأولى للمّ السلاح من ساحة لبنان، من شماله إلى جنوبه إلى بقاعه، وأن تقوم الدولة بنفسها بفرض الأمن والاستقرار والدفاع عن كل مواطن». وعن تصور المجتمِعِين للحل، أوضح الشعار ان «اللجنة التي جرى تشكيلها من خلال الرئيس السنيورة ستُعلِن في الاجتماع المقبل أمام الجمهور اللبناني عامة، كلَّ الخطوات التي ستقوم بها». وأكد «أن المصالحة التي جرت قبل 3 سنوات لم تتراجع أو تنهار، فالعلاقة بين إخواننا العلويين في جبل محسن وبين إخواننا وأهلنا في منطقتي باب التبانة والقبة ما زالت مستمرة. وأقول على أحسن حال، واسألوا إخواننا في جبل محسن، معظمهم يعمل في حقل التجارة في منطقة التبانة. إن الحوادث الأخيرة اشتعلت وكانت فيها يد غريبة، وهناك أناس يريدون أن يجرّوا مدينة طرابلس إلى مشكلة جديدة، وسنقوم بإذن الله تعالى بالتعاون مع الرئيس ميقاتي، ومن خلال الأجهزة الأمنية، بتطويق أي خطة تجر المدينة إلى افتعال أي مشكل مقبل لا قدّر الله». وعن انعكاس ما يجري في سورية على طرابلس، نظراً لواقعها المذهبي والديموغرافي، قال الشعار: «اتفقنا على أمر مهم، وهو أن اللبنانيين لا علاقة لهم بغير همّهم. ينبغي أن يتفرغوا لحل مشاكلهم، ونعتقد أن الشعب السوري أقدر على حلّ قضاياه بنفسه، ونتمنى لسائر الشعوب العربية أن يسود بلادها الأمن والاستقرار».