جال وفد من نواب طرابلس (شمال لبنان) على كل من رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، لتأكيد مطلب جعل المدينة منزوعة السلاح على خلفية الحوادث الدموية التي شهدتها قبل أيام بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن. وضم الوفد: سمير الجسر، بدر ونوس، سامر سعادة ومحمد كبارة، ونقل الى الرئيس سليمان «صورة الوضع في طرابلس والرغبة في ان تكون مدينة منزوعة السلاح كمقدمة لنزع السلاح من لبنان كله»، اضافة الى موضوع «التعويض على المتضررين، وتخصيص المنطقة بمشاريع تنموية تزيل الحرمان عنها». وأكد ميقاتي أمام الوفد «أن من حق طرابلس أن تنعم بالأمان والاستقرار كسائر المدن اللبنانية، وأن ما حصل الاسبوع الماضي كان بمثابة جرس إنذار لأبناء المدينة ونوابها وقياداتها»، مشيراً الى ان ذلك كان دافعاً الى «المسارعة في الطلب من القيادات الأمنية المختصة، لا سيما الجيش اللبناني، إتخاذ الأجراءات اللازمة لوقف الاشتباكات وإعادة الهدوء الى أحياء باب التبانة وجبل محسن وعدم السماح باقامة خطوط تماس جديدة». وشدد على «أن التحقيق مستمر في الأحداث التي حصلت لمعرفة مسببيها وإحالتهم على الجهات القضائية المختصة». وقال ميقاتي: «التجاوب مع أماني أهل طرابلس، وتمنيات الجميع، لسحب السلاح من المدينة بأحيائها كافة يشكل أبسط البديهيات، إذا أردنا فعلا أمناً وإستقراراً دائمين في المدينة، وأي منطقة أخرى، لا سيما أن لا سبب جوهرياً للاحتفاظ بالسلاح في ظل أمن الأجهزة الأمنية الشرعية الذي لن نرضى له بديلاً أو شريكاً، وسنعمل على تحقيق ما يريده الطرابلسيون، وجميع اللبنانيين، من خلال خطوات مدروسة وإجراءات واقعية بالتنسيق مع الجميع، لأن أي إجراء أمني لا نريد أن يفسر بأنه موجه ضد طرف معين أو لمصلحة طرف آخر». وقال: «بالتزامن مع أي خطوة أمنية تتعلق بسحب السلاح من المدينة، يجب أن يكون للإنماء الدور الموازي، لأننا ندرك أن لا أستقرار وسلام وعدالة إجتماعية في غيابه، لذلك ستجد المشاريع التي وضعت لطرابلس طريقها الى التنفيذ، كما ستكون هناك خطة عمل متحركة تخدم الهدف الانمائي الذي نتطلع الى تحقيقه، بحيث ننزع عن طرابلس تدريجياً صفة الحرمان». وشدّد على وجوب القيام ب»مبادرات تحقق المصالحة بين أبناء المدينة الواحدة، إذ لا شيء غير التسامح والتآلف والتضامن، يمكن أن يحمي وحدتنا الطرابلسية خصوصاً واللبنانية عموماً». وقال الجسر بعد اللقاء: «اكدنا ان موضوع طرابلس منزوعة السلاح ليس مجرد شعار بل مطلب سنلاحقه باستمرار. وقلنا ان في الإمكان الاستفادة من تجربة نزع السلاح في مرحلة ما بعد الطائف، وبخاصة نزع السلاح الثقيل والمتوسط، والمشكلة تكمن في هذين السلاحين كبداية لنزع السلاح من كل لبنان في ما بعد». وأشار الى ان الوفد لفت ميقاتي الى «جرح قديم موجود بين منطقي جبل محسن والتبانة وفي إعتقادي ان التعويضات والمصالحات التي بدأها الرئيس سعد الحريري علينا استكمالها ودفع التعويضات للمتضررين أسوة بما يحصل في جبل لبنان. ولا بد من استكمال الوضع بمشاريع إنمائية وتنموية واجتماعية واقتصادية في مناطق الحرمان»، وقال ان اللقاء كان مناسبة «لبحث مشاريع طرابلس التي ينبغي تحريكها او تسريع بعضها». وقال كبارة: «طالبنا بتحقيق عادل وشفاف لمعرفة من سبب الأحداث الأخيرة في طرابلس، لأن هناك مؤامرة تحاك ضد المدينة، وشددنا على التحقيق في هذا الموضوع ومعرفة من أطلق الرصاصة التي قتلت المواطن خضر المصري ومتابعة الموضوع». وكان ميقاتي اتصل بالكاتب اللبناني أمين معلوف وهنأه بانتخابه عضواً في الاكاديمية الفرنسية.