بنظرة «وداع» ودموع أخفاها غبار السنين تعيش سوق رمادان التاريخية مرحلة التلاشي والزوال، تحت ضغوط ميكانيكية وكيماوية تنهش من أحشائه وأطرافه، إضافة إلى عوامل التعرية التي اقتصت من السوق التي تقع على أرض مرتفعة تشرف على وادي تربة من الغرب - إحدى محافظاتالطائف - معالمها التاريخية، إذ لم تتبق منها سوى شيء من الطين والحجارة، بينما لم تحظَ ما تبقى منها كغيرها من المعالم التاريخية الأخرى بالرعاية والعناية. وأكد رئيس المجلس البلدي في محافظة تربة عبدالله الشريف ل«الحياة» أن إزالة معظم مباني السوق تمت بأمر من الشرطة عقب شكاوى تقدم بها عدد من المواطنين، إذ تحولت إلى مبانٍ أثرية مهجورة خاوية وبذلك توافرت البيئة الخصبة للمهربين والهاربين والمتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة والعمل الذين اقتنصوا الفرصة واتخذوا منها سكناً وملاذاً آمناً من الوقوع في يد العدالة، فيما أشار المدير العام للهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظة الطائف عبدالله السواط ل«الحياة» إلى أن سوق رمادان هي من المباني التي اندثرت قبل إنشاء الهيئة العامة للسياحة والآثار ولم تعد قائمة. وترجع تسمية سوق رمادان بهذا الاسم إلى تعرض المنطقة لحريق هائل، كما لهذه السوق تاريخ وحضارة علقت في الأذهان على طول السنين، إذ إن جميع أدوار السوق مبنية من الطين وأساسها من أحجار الحرة المجلوبة من شرق الوادي، وفي وسط السوق ساحة تقدر بنحو 50 متراً وعرضها بحوالى 30 متراً تحيط بها «الدكاكين» والمساكن من خلفها والمسجد في جهة الشمال، ويمكن الوصول لها من مدخلين أحدهما شمالي عرضه يراوح بين مترين وأربعة أمتار، ومدخل جنوبي ينقسم إلى ممرين داخل السوق، كما يتخلل مبانيها بعض السراديب. وتتنوع التجارة التي كانت رائجة في السوق ومن أبرزها السمن والتمور والإقط والحبال والأواني الخشبية، إضافة إلى المنسوجات التي تدخل في بيوت الشعر مثل الطرايق والفلجان والغداير، كما كانت تعرض فيها بضائع مجلوبة من مدن الحجاز مثل الأقمشة والقهوة والحبوب وما يشابهها، إضافة إلى عرض عدة الحرب من البنادق والسيوف والرماح والبارود.