في عام 2007 قلت إن الولاياتالمتحدة لن تطلق طلقة واحدة تجاه إيران، وأشرت إلى أن هناك حلفاً أميركياً – إيرانياً – إسرائيلياً، وقبل ذلك قلت إن إسرائيل زودت الجيش الإيراني بقطع الغيار والسلاح أثناء الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي. بالأمس طالب الدكتور عبدالله النفيسي ب «كونفيديرالية خليجية» لمواجهة الخطر الإيراني، وقال في برنامج «واجه الصحافة» الذي يقدمه الزميل داود الشريان إن هناك تحالفاً إيرانياً – أميركياً، وإيرانياً – إسرائيلياً وأن دول الخليج العربي ستكون ضحية لهذا التحالف، مشيراً إلى تنامي حالة الاستعلاء والاحتقار لدى الشعب الإيراني تجاه العرب. اليوم، وفي الوقت الذي يبيع فيه الرئيس الإيراني أحمدي محمود نجاد الوهم للبسطاء من العرب، من خلال تصريحات العنترية ضد إسرائيل، أحبطت الشرطة الإسبانية صفقة غير مشروعة لبيع مروحيات من طراز «بيل 212» ومواد عسكرية أخرى إلى إيران عن طريق إحدى الشركات الإسبانية. المروحيات التي أرادت إيران شراءها بطريقة غير مشروعة صنعت في الولاياتالمتحدة الأميركية، وذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن هذه المروحيات كانت تستخدم من الجيش الإسرائيلي لسنوات، لكنه (الجيش الإسرائيلي) قرر الاستغناء عنها قبل سنوات عدة وسعى للتخلص منها عن طريق شركة إسبانية، وهو ما أدى إلى اكتشاف الصفقة وإحباطها، وهذا يعني أن هناك تعاوناً وتعاملاً بين جيشي إيران وإسرائيل منذ زمن بعيد. قبل ذلك وُجد رجل الأعمال الإسرائيلي سامي عوفر (86 عاماً) ميتاً في منزله في تل أبيب، وهو يمتلك «مجموعة عوفر للنقل البحري»، وهي المجموعة التي ارتبطت بعلاقات تجارية مع إيران بعد الحظر المفروض عليها من مجلس الأمن، وهو ما دعا الولاياتالمتحدة إلى إدراج المجموعة في اللائحة السوداء، وهو إجراء شكلي لا قيمة له. وعوفر يمتلك علاقات قوية مع النخب السياسية في أميركا وإسرائيل، وإذا ما تجاوزنا ذلك سنستشف أن مجموعة عوفر تعاملت مع إيران قبل وبعد تصريحات نجاد ضد تل أبيب، ناهيك عن صحف أميركية وكتب لكتّاب معروفين تحدثت عن علاقات أميركية - إيرانية. صدام حسين قال إنه سيحرق نصف إسرائيل فأحرقت الولاياتالمتحدةوحلفاءها العراق وأهله، وعلق أتباع إيران في المنطقة الخضراء صدام حسين على مشنقة إيرانية مخالفة لنظام المشانق (وسمعنا أن رجل أعمال خليجياً طائفياً حاول شراء حبل المشنقة بمبلغ خيالي). أحمدي نجاد تحدث عن إزالة إسرائيل بأكملها من الخريطة ولم تطلق طلقة واحدة على إيران، بل العكس في اليوم التالي لتصريحه كشفت الصحافة الغربية عن اجتماع سري جرى في بروكسل بين وزير إيراني وآخر إسرائيلي، وكأنني بالوزير الإيراني يقول لنظيره الإسرائيلي: «لا تأخذوا تصريحات الرئيس نجاد على محمل الجد، فهي لدغدغة مشاعر البسطاء (السذج) من العرب». الولاياتالمتحدةوإيران وجهان لشيطان واحد، وهما تكذبان ونحن نصدقهما، ألم تهدم طائرات الولاياتالمتحدةأفغانستان على رؤوس أهلها بحثاً عن زعماء القاعدة وطالبان، في وقت فتحت فيه ممرات آمنة تمكن أبو مصعب الزرقاوي من خلالها إجلاء نحو 70 عائلة من عائلات (المجاهدين) إلى إيران؟! ألم تهدم الولاياتالمتحدةوحلفاءها العراق على أهله، في وقت تمنح فيه إيران أبو مصعب الزرقاوي جواز سفر إيراني باسم أهوازي ليدخل إلى العراق بجوازه الإيراني، من أجل إثارة الفتة الطائفية؟!. ألم يقيم بعض من قادة القاعدة، بعد سقوط أفغانستان، في ضواحي طهران وبمعرفة الحكومة الإيرانية، في وقت كانت فيه القوات الأميركية تبحث عنهم في كهوف تورا بورا؟ بعد هذا كله، أضم صوتي إلى صوت الدكتور عبدالله النفيسي، وعلى قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أن يتبنوا مقترح النفيسي والبحث عن صيغة ملائمة من أجل «كونفيديرالية خليجية»، لكي لا يأتي اليوم الذي نقول فيه: «أُكلنا يوم أكل الثور الأبيض».