موسكو - رويترز - أفادت وسائل إعلام روسية امس، بأن يلينا بونر وهي ناشطة بارزة في مجال حقوق الإنسان وأرملة اندريه ساخاروف الحائز جائزة نوبل للسلام توفيت عن 88 سنة. واستمرت بونر وهي معارضة منذ العهد السوفياتي في الدفاع عن حقوق الإنسان والديموقراطية في روسيا خلال حقبة ما بعد الشيوعية، وأصبحت منتقدة لرئيس الوزراء فلاديمير بوتين. ونقلت وكالة الأنباء الروسية عن ابنة بونر تاتيانا يانكليفيتش قولها في بيان إن بونر توفيت السبت في بوسطن (ولاية ماساتشوستس الأميركية) حيث كانت تعيش في السنوات القليلة الماضية. ولم تذكر سبب الوفاة. وولدت بونر في تركمانستان التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي في 15 شباط (فبراير) 1923 لأبوين كانا مضطهدين خلال حكم الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين. وعملت بونر ممرضة في الحرب العالمية الثانية وطردت لاحقاً من كلية الطب خلال الحملة التي انطلقت في عهد ستالين ضد اليهود. وفي عام 1972 تزوجت من ساخاروف وهو عالم في الفيزياء النووية ساعد على صنع القنبلة النووية السوفياتية لكنه استغل شهرته لاحقاً في الدفاع عن السلام وحقوق الإنسان. ومثلته في حفلة تسليم جائزة نوبل للسلام في أوسلو عام 1975. وكانت بونر عضواً في حركة المعارضة السوفياتية التي تكونت في الستينات ورافقت ساخاروف عندما نفي إلى جزيرة غوركي التي تعرف الآن باسم نيغني نوفغورود في عام 1980 بعد أن انتقد علانية الغزو السوفياتي لأفغانستان. ودانتها محكمة هناك بتهمة تشويه سمعة المجتمع السوفياتي والدولة. وعاد ساخاروف وبونر إلى موسكو عام 1986 بينما كان الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف يدخل سياسات الانفتاح والإصلاح. وتوفي ساخاروف في كانون الأول (ديسمبر) 1989 قبل سنتين من انهيار الاتحاد السوفياتي. وكانت بونر عضواً في اللجنة الحكومية لحقوق الإنسان خلال رئاسة بوريس يلتسين في فترة ما بعد الاتحاد السوفياتي لكنها استقالت احتجاجاً على الحرب التي بدأت عندما أرسل الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسن قوات إلى الشيشان لمحاربة الانفصاليين. وفي وقت متأخر من العام الماضي وقعت بونر على التماس يدعو إلى استقالة بوتين الذي يقول البعض إنه تراجع عن المكاسب الاقتصادية إبان عهد يلتسين منذ أن أصبح رئيساً عام 2000 ثم رئيساً للوزراء. وأظهر بيان ابنة بونر أن جنازتها ستقام يوم الثلثاء في ماساتشوستس وإنه طبقاً لرغبتها فسيجرى حرق جثمانها وسيوضع الرماد في مقبرة في موسكو إلى جانب رفات زوجها وشقيقها.