عاد موضوع قيادة المرأة السعودية السيارة للواجهة، لتدور عجلة الحديث حوله من جديد، خصوصاً بعد قيادة إحدى السعوديات سيارتها في المنطقة الشرقية، على رغم معرفتها بوجود نظام يمنع ذلك، وأنه لا يزال ساري المفعول، المثير في الأمر أن حملة «الفيسبوك» بعنوان «أقود سيارتي بنفسي»، وهي حملة تثير الريبة والشكوك حولها، مازالت تلقى صدى واسعاً، على رغم أن صاحبة الحملة أعلنت براءتها منها. تعليقي على ما يدور من مقالات حول قيادة المرأة السيارة في بلدنا، أوجزه في أربع نقاط، أولاً: الاحتجاجات العامة في الشوارع مرفوضة، وقد تُستغل من أعداء الوطن، وليس جيداً استعداء السلطة والمجتمع، وإثارة القلاقل بما قد يخدم أجندات خارجية، فنحن في غنى عن التجمعات المشبوهة، ولدينا البدائل المفضلة، عبر القنوات الرسمية، التي تقطع على محرضي الفتن الطريق، فأبواب مكاتب مسؤولي الدولة مفتوحة لاستقبال المواطنين، وكل من لديه أمر لنقاشه، وهناك جهات حكومية ومؤسسات رسمية مهمتها الشأن العام للوطن والمواطن، ثانياً: كان أحرى بمن تبنوا حملات مشوشة، تقليداً لما حدث في بلدان عربية، ألا ينجروا خلف شعارات تسوقها عواطفهم، أو تزينها لهم جهات خارجية أو داخلية، فلحمة الوطن أهم، ثالثاً: الجميع علم رأي أكثرية المجتمع، فهو معارض لقيادة المرأة السعودية السيارة، وفي إحدى القنوات الفضائية السعودية بلغت نسبة المعارضين على استفتاء (هل تؤيد قيادة المرأة السيارة ،نعم، لا، ليس الآن؟) بأن صوَّت 93 في المئة من مشاهدي القناة ب «لا» في صورة معبرة عن رأي المجتمع الرافض لما سيترتب عليه قيادة المرأة السعودية السيارة، وأن هناك قضايا وحقوقاً أهم، ومن الظلم للمرأة اختزال حقوقها في قيادة السيارة، رابعاً: لماذا همم مؤيدي قيادة المرأة السيارة لا تنهض من رقدتها إلا عندما تدور إسطوانة قيادة المرأة السعودية السيارة، فترجع حججهم في قصة تشبيه قيادة المرأة السيارة لقيادتها للجمال والبغال والحمير، متناسين فوارق الزمن في كل شيء في أنماط السلوكيات، والتحولات المجتمعية في العيش، والمدنية وذوبان الكثير من القيم، مع أن الرسول «صلى الله عليه وسلم» حينما بعث قال «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، ولو دفق هؤلاء الكتاب محابر أقلامهم، لما ينفع المرأة، من دون تجييش مشاعرها، لكان أفضل لها وللمجتمع ،فالسماح للمرأة السعودية قيادة السيارة،لن ينهي معاناتها، ولن يقلل استقدام السائقين الرجال، وسيفتح موضوع استقدام سائقات من النساء ،وهو أمر متوقع في حال السماح للمرأة، وأمور أخرى تشكل هواجس المعارضين لقيادة المرأة وهي سر ممانعتهم، ولنا في دول الخليج مثلاً حياً، فضلاً عن العوارض المرضية التي ستطرأ على علاقة الأزواج، كما تشير إلى ذلك الدراسات الاجتماعية. [email protected]