نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أصبح واقعاً جديداً على مدينة «المسك» لاستضافة هذا الحدث الكبير، وبات الوسط الرياضي بأكمله في مطب المدينة الكبيرة والنهائي الكبير وختام موسم رياضي شاق من دون ملعب يتسع لكل هذه الاحتفالية التي من المتوقع أن تكون أول الصدمات النفسية للمدير الفني الجديد للمنتخب السعودي الأول إذا التزم بحضوره. مدينة جدة بقضها وقضيضها على أعتاب نهائي كبير، ولا يوجد ملعب في المدينة، فأين يقام النهائي؟ هل يقام على الملعب الذي مضى عليه 40 عاماً، وأصبح تراثياً ويصلح لأي شيء غير النهائي الكبير؟ أم «نستلف» ملعباً من الدول المجاورة ؟ أم نسحب الملعب الوحيد في السعودية من الرياض ونذهب به إلى مدينة جدة من أجل عيون الكأس الذهبية؟ كتب أغلب النقاد عن ملعب جدة، وتحدث الكثير منهم عبر برامج القنوات الفضائية، وتناولت كل وسائل الإعلام ملعب جدة بعمق تحقيقي وتقصي مهني عالي الجودة، وخرجنا من مطب إلى مطب جديد في هذا الملعب، فقد كانت المعاناة في وجود مصاطب إسمنتية، وضغط الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، حتى تم استقطاع فتات موائد من مخصص الصيانة، وتم تركيب مقاعد بلاستيكية سترت الثقوب والعيوب التي عانى منها الجمهور سنوات طويلة، المطب الثاني كان في الاختراقات الجماهيرية من جوانب الملعب والدخول بشكل عشوائي، ووجّه الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل بسرعة حل المشكلة، وتم ذلك خلال أسبوع واحد فقط! ثالثة الأثافي في السعة الجماهيرية، فالملعب لا يتسع لأكثر من 17 ألف مشجع وهو رقم ضعيف جداً، بل إن تمارين فريقي الأهلي والزمالك في مصر يحضرها أكثر من 20 ألف مشجع كمثال، ولا يمكن وصف معاناة جماهير الاتحاد والأهلي والسوق السوداء للحصول على تذكرة حضور المباريات، أما أي فريق ضيف، فحدث ولا حرج. ملعب جدة كان بالإمكان رفع سعته الجماهيرية بوضع مدرجات حديد متحركة كما يحدث في تركيب المسارح المتحركة في المدن الأوروبية للحفلات الكبرى، والتي تتسع لأكثر من 50 ألف مشجع مع تركيب شاشات في الساحات الكبرى في جدة لاحتفالية جماهير الفريق المنتصر، وهذه المدرجات يتم تركيبها في خمسة أيام وليس في سنوات كما هو بطء تنفيذ مشاريعنا. النهائي المرتقب في جدة يعني معاناة جماهيرية وحضوراً ضعيفاً لا يوازي قيمة الحدث المنتظر من كل الوسط الرياضي السعودي. [email protected]