منذ تسعة أشهر تعمل رهف على قصة مصورة تخيلتها في عقلها قبل ان تطبعها وتوزعها، وتحتضن نتاج أفكارها وانجازها بين يديها في قالب رائع ومختلف من القصص التي تفتقدها في المكتبات بلغة عربية موجهة لكل الأطفال، إذ أصدرت أول كتاب قصة مصورة أطلقت عليها اسم «بيان وتسنيم». تقول رهف فيرق (14 سنة): «مغامرات (بيان وتسنيم) من أجمل المغامرات الجميلة الرائعة التي عملت عليها منذ رمضان الماضي، إذ كنت أكتب وأعدل وأصيغ الكلمات وأختار الأفكار الواقعية والخيالية التي تجذب الصغار بمساعدة أمي التي تسهم في التدقيق والتصحيح وإعادة الصياغة لبنات أفكاري، وبسرعة وجدت رسالة مبدعة في موقع انستغرام وتواصلت معها وبدأنا في تنفيذ الرسمات واحدة تلوى الأخرى». وتضيف قائلة: «فكرت في عمل هذا الكتاب لأني بحثت ولم أجد قصة مصورة موجة للطفل في المكتبات سوى باللغة الانكليزية، وهذا صعب عليهم فهمه على رغم أن اللغة الانكليزية جيدة ولكن تصعب لدى البعض تعلمها، وبادرت بسرعة في عمل قصتي لتكون الأولى على أرفف المكتبات باللغة العربية، إذ ستناسب جميع الأعمار وهي بلغة عربية ولغتي لغة القرآن فأنا أدرس بمدارس تحفيظ القرآن الكريم في الظهران». وترى رهف بأن الدعم الأول هي الأسرة فهي وحدها تستطيع رفع معنويات الطفل أو هدمها، وأسهمت عائلتها وكل فرد منهم في تفعيل كل نص ورسمه بشكل جيد وإيجابي لكتابها خاصة والدتها التي لازمتها أثناء الكتابة والرسم والصياغة والتدقيق واستخراج الموافقات والفسح من ادارة المطبوعات، «شعرت بسعادة لا توصف حينما أمسكت بالألف نسخة بين يدي وأمام عيني في كراتين كثيرة شعرت بأني مسؤولة عن كل حرف، وأن الكثيرين سيكونون سعداء من قصتي، وسيشار لها بالبنان». وتقول: «مغامرات (بيان وتسنيم) لها حكاية من واقعنا وبعض الأنشطة والأعمال التي يشارك فيها القارئ، فالصديقتان بيان وتسنيم هن عدوان لبعضهما ويكرهان بعضهما البعض، ولكن حينما علمتا عن الكنز من أغنى ملك في المدينة الذي توفي، قررتا التعاون وإنجاز المهمة والبحث عن الكنز معاً وحل جميع الألغاز في القصة والمواقف التي تمران بها في الغابة وغيرها من الأماكن التي ستمران بها حتى تصلا للكنز، وفي النهاية تجدان الكنز ولكنه مختلف جداً». «المعلمة» لها أثر كبير في مشاعر رهف، إذ التقت بمعلمة في مرحلتها الابتدائية شجعتها وأسهمت بشكل كبير في اكتشاف مواهبها وحبها الكبير للكتابة والرسم، وكانت المعلمة تكتب واجباً للطالبات برسم وكتابة قصة مصورة كلن على حسب طريقته، ورهف تسعى جاهدة لتبرز مواهبها تلك الفترة وشاركت في المدرسة حينها بالعديد من الأعمال التي تكرمت عليها في مرحلتها الابتدائية، وتشكر معلمتها التي وقفت بجوارها وأمسكت بيدها بقوة حتى أصبحت كاتبة. ودعمت رهف أفكارها، وطورتها بداية في فتح قناة لها عبر موقع «يوتيوب» وعرض العديد من القصص التي تتحدث عن الأطفال بأسلوب طفولي رائع مليئة بالبهجة والفرح، تقول: «أختي أعطتني اقتراحاً بفتح قناة وعمل القصص وقراءتها، وهناك كثير من الناس يحبون القصص، ووصلتني ردود فعل رائعة، واستمريت بعرض قصص تربوية جميلة». وتقول: «كتابي أهديته للكثير من الناس الذين أحبهم في مدرستي وعائلتي، وأتمنى حينما أكبر أصبح كاتبة للصغار أو للكبار، وسأكون جاهدة للتعلم وتطوير موهبتي لأقدم رسالة جميلة».