ما إن تلفح الأجواء المشمسة الوجوه، وتلامس أشعتها الحارقة جلودهن الغضة، ترى الفتيات يركضن بحثاً عن مستحضرات واقية من تلك الأجواء، خصوصاً من تجبرهن ظروفهن العملية أو الدراسية على الخروج نهاراً بشكل مستمر. ووجدت الشركات المصنعة لتلك المستحضرات في الإقبال الكثيف من الجنس الآخر على اقتنائها مبتغاها، فبدأت تنافساً محموماً في ما بينها في زيادة إنتاجها والإعلان صيف كل عام عن نوع حديث من الواقيات تروج له على أنه أفضل من الموجود في حجم الوقاية من أشعة الشمس وأضرارها. في مقابل ذلك، فضلت أخريات خصوصاً من تتميز بشرتهن بالحساسية والتأثر الشديد بتغير الطقس، الجلوس في المنزل واقتصار الخروج على الفترة المسائية أو الصباحية الباكرة وبعض الأوقات المناسبة لقضاء مشاويرهن أو حاجاتهن هرباً من وقت الظهيرة التي تلتهب فيها الأجواء أشعة الشمس. وتقول الطالبة سمية الحربي: «أعاني كثيراً من بشرتي الحساسة التي في الغالب لا تخلُو من البثور وظهور الطفح عند تعرضي لأجواء مشمسة، لذلك لا أستغني عن واقي الأشعة المنبعثة منها سواء عند خروجي طيلة أيام الدراسة أو عند خروجي في غير تلك الأيام لأي مشوار أضطر إلى إنهائه نهاراً، وما إن أتعرض لجو حار عموماً حتى تبدأ البثور والحبوب في الظهور على بشرتي، وتكون بحاجة إلى وقت طويل لكي تختفي، إذ يسهم الواقي في أحيان كثيرة في تخفيفها. أما فوز عبدالله فذكرت ل«الحياة» أنها لم تلتحق منذ فترة ليست بالقصيرة بأي من المراكز الصيفية، على رغم أنها تنظم بالقرب من منزلها، بيد أن جميع فعالياته تقام في الفترة النهارية ما يضطرها إلى الخروج في أجواء تؤثر عليها كثيراً، وهي (كما ذكرت) لا تفضل الخروج في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة وأشعة الشمس ساطعة. وفي تعليقها على كيفية تعاملها مع الأجواء المشمسة، قالت الفتاة سميرة القرشي: «موسم الصيف موسم مناسبات أفراح، الأمر الذي يحصر خروج النساء في الفترة المسائية فقط سواء لحضورها أو الاستعداد إليها، وإذا اقتضى الأمر التسوق مثلاً لاقتناء حاجات خاصة بتلك المناسبات فإن الفترة الأمثل لذلك هو وقت المساء». من جهة أخرى، وحول من يستغلون أشعة الشمس في عملية «التسمير»، فإن تقريراً صدر أخيراً من الجمعية الأميركية للسرطان (اطلعت «الحياة» على تفاصيله) أكد أن خطر الإصابة بسرطان «الميلانوما» يزداد إلى الضعف بالنسبة للأشخاص الذين يتعرضون إلى الأشعة فوق البنفسجية خصوصاً الفئة من 35 عاماً وما دونها. ولتجنب التعرض للحروق، نصحت الجمعية باستعمال واق من الشمس بشكل منتظم، وتقليل فترة التعرض للشمس، واستخدام أدوات عند الاضطرار إلى الخروج في أوقات تكون فيها الشمس ساطعة مثل القبعات والنظارات والشمسيات وغيرها. ووفقاً لإحصاء تضمنه التقرير، كشف إصابة حوالى مليون أميركي سنوياً بمرض سرطان الجلد نتيجة التعرض المباشر لأشعة الشمس بصورة مستمرة.