هل السفر في الإجازة يعد ضرورةً أم ترفاً؟ أم أنه ليس سوى (موضة) تتبدل وجهتها كل عام؟ ثم كيف تستعد الأسر لقضاء إجازتها، وبناء على ماذا يصدرون قراراتهم؟لبنى «خريجة جامعية» تقول ل «الحياة»: «إنها في كل صيف تسافر مع زوجها وأطفالها إلى بيروت، إذ إنهم يمتلكون منزلاً هناك، وأن السفر أصبح عادة بالنسبة لهم، ولا يحتاج لتخطيط مسبق سوى حجز المقاعد وشراء التذاكر منذ وقت باكر، لتلافي الازدحام في الحجوزات، الذي يعد سمة رحلات الخطوط السعودية». وحول الدول التي ترغب في زيارتها مستقبلاً؛ تلفت لبنى إلى أنها تطمح إلى زيارة أميركا في الصيف المقبل للتعرف عليها عن قرب، ولرغبتها في إكمال الدراسات العليا هناك. أما منيرة «معلمة للمرحلة الابتدائية»، فتقول: «إنها وعائلتها كانوا في ما مضى يقضون إجازة الصيف في مصايف المملكة مرغمين - على حد تعبيرها - فتارة تكون وجهتهم مدينة الطائف، وتارة أبها، لكن هذه العادة تغيرت منذ ثلاث سنوات»، وتشير إلى أن أبناءها المبتعثين لأميركا هم السبب وراء تغيير بوصلتهم ناحية ولاية أوهايو «المبتثعون أصبحوا كمسمار جحا، فأصبحنا نتعذر بهم كي نسافر كل صيف ونقضي الإجازة كاملة هناك، لأن زوجي في حقيقة الأمر لا يفضل السفر للخارج، وكان رفضه للسفر رفضاً قاطعاً، لكن الوضع تبدل الآن بفضل الأولاد، وأصبح سفرنا في كل عام (حج في حاجة)». حنان سعد «ربة منزل» تتفق مع منيرة في ما ذهبت إليه، لافتة إلى أن الكثير من الأسر باتت وجهتها الأولى هي أميركا أو بريطانيا أو غيرهما من الدول التي تضم أعداداً كبيرة من الطلاب والطالبات المبتعثين، إذ يذهب الأهالي للاطمئنان على أبنائهم وإمدادهم بما ينقصهم من ملابس ومواد غذائية قد لا تتوفر لهم هناك. أما أم ندى «ربة منزل» فتشير إلى أنها كانت تفضل قضاء الصيف في باريس للتسوق، لكن موازنة العائلة لا تسمح في الوضع الراهن، وستضطر لقضاء الإجازة في مدينة الرياض، على رغم الحر الشديد، لافتة إلى أن عدم وجود حجوزات يعد عائقاً آخر يجبرهم على البقاء، «وأن هناك مناسبات وحفلات زواج عدة نستعد لحضورها كي تتسلى بناتي، وقد وضعت ابنتي الكبرى جدولاً للحفلات بالاتفاق مع صديقاتها، بحيث تقام حفلة صغيرة في منزل واحدة منهن مرة كل أسبوع». وصايف تعمل معلمة في مدرسة خاصة، تقول إن تركيا هي الخيار الأنسب لقضاء إجازة الصيف، وأن للدراما التركية والمسلسلات المدبلجة التي تعرض على القنوات الفضائية دوراً كبيراً في اختيارها لتركيا «الجو والطبيعة الخلابة شدتنا، ورغبنا في زيارة تركيا للتعرف عليها أكثر وعن قرب، وفعلاً وجدناها أجمل مما كنا نرى في المسلسلات التركية»، وتنصح وصايف بقية الأسر التي لم تزر تركيا حتى الآن بزيارتها، لأنها فعلاً تستحق، بحسب قولها. وفاء «موظفة في أحد البنوك» تلفت إلى أن «الأولاد أصبحوا هم من يقرر إلى أي بلد نذهب، وأي الفنادق نسكن»، وترى أن وسائل الإعلام لها دور كبير في هذا الوعي الذي لم يكن موجوداً لدى الأجيال السابقة، وأن أصدقاء أولادها لهم دور أيضاً في التأثير على قراراتهم، حين يقررون السفر إلى بلدة معينة، ثم يقومون لاحقاً بإخبار الأهالي، الذين بدورهم يخضعون لطلبات أبنائهم، الذين يفضلون الالتقاء بأصدقائهم في الإجازة أيضاً حتى لو تطلب ذلك السفر إلى خارج المملكة.