لا ينوي محمد الجمعة (23 عاماً) السفر مع عائلته، فهو يجد في رفقة أصدقائه إلى بعض دول شرق آسيا، مثل إندونيسيا والفيليبين، أو بلدان عربية، مثل المغرب ولبنان ومصر، متعة أكبر، وهرباً من قيود الأسرة. ويبرر تفضيله السفر مع أصدقائه على عائلته بأن «تفكير الشباب حالياً، يختلف عن تفكير آبائنا، حتى في اختيار أماكن الاستجمام والراحة». ويقول: «لا يمكن التصرف بحرية أثناء السفر مع العائلة، فهي تقيّد تحركاتي بصورة كبيرة، ولا أستطيع أن أتصرف كما لو كنت برفقة أصدقائي في رحلة شبابية»، موضحاً أن «عدداً من الشباب يفضل أجواء التسلية الخاصة». ولوحظ أخيراً تباين واضح في خريطة الوجهات السياحية، فهناك فرق بين اختيارات الشبان والعائلات السعودية، كما دخلت الفتيات مرحلة جديدة بعد أن بدأ بعضهن بالسفر منفردات، من دون عائلاتهن أثناء الإجازة الصيفية. وتشهد دول آسيوية تدفقاً شبابياً كبيراً، نظراً إلى رخص الأسعار ومناسبة أجوائها لجيل الشباب. فيما يشترك الشباب والعائلات في اختيار عدد من الوجهات السياحية التي تملك الخيارات المتعددة لكلا الطرفين. وأسهمت الأحداث السياسية التي تشهدها دول عربية في تغيير الوجهات السياحية للجميع، إذ بدأت الوجهة الأوروبية تطرح نفسها بقوة لدى الشباب إضافة إلى أميركا الجنوبية والشمالية، إذ يستغل بعضهم وجود أصدقائهم وأقاربهم من المبتعثين للدراسة هناك، ما يخفض كلفة السفر في ظل وجود سكن. ويرى محمد العبدالله (موظف في مكتب سفر وسياحة في الدمام) تبايناً واضحاً في اختيار العائلات والشباب لوجهاتهم السياحية، موضحاً أن «المستوى المعيشي يحدد هذه الأماكن، فالعائلات الميسورة تفضل قضاء إجازة الصيف في دول الاتحاد الأوروبي، وربما لبنان ومصر، لكن العائلات ذات المستوى المعيشي المتوسط تفضل قضاء الإجازة في بلدان عربية أو خليجية مجاورة، لفترات زمنية قصيرة». واستدرك: «التغيّرات السياسية التي شهدتها بعض الدول العربية، أسهمت في لجوء بعض السعوديين إلى قضاء إجازاتهم في دول خليجية، أو دول آسيوية»، مشيراً إلى اهتمام واضح من الشباب بالسفر إلى الدول الآسيوية، خصوصاً سيريلانكا، التي بدأت تأخذ حيزاً من اهتمامات الشباب، إضافة إلى الفيليبين وإندونيسيا وماليزيا. ويعتقد يحيى الحارث (24 سنة) أن الظروف السياسية التي تحيط بالمنطقة، «أسهمت في لجوء الشباب إلى قضاء إجازاتهم في بعض دول الخليج، مثل الإمارات وعمان، إضافة إلى دول أوروبية، مثل فرنسا وإنكلترا وغيرهما»، عازياً السبب إلى «الطقس المناسب هناك، هرباً من حرارة الأجواء في المملكة، إضافة إلى التسوّق المميّز». فيما يرى محمد الدوسري خلاف ذلك، فهو يؤكد أن غالبية الشباب يفضلون «الأماكن المشبوهة» بحسب تعبيره، «يبحثون عن أجواء التسلية الخاصة، وغير البريئة، في نظر المحافظين»، لافتاً إلى أن تايلاند – على رغم منع السفر إليها - عادت بقوة إلى خيارات الشباب السعودي. ويضيف: «بعض الدول العربية القريبة كانت خياراً مثالياً لعدد من الشباب. لكن الأحداث السياسية أسهمت في لجوئهم إلى دول شرق آسيا، لأسعارها الرخيصة أولاً، ولتوافر أجواء التسلية الخاصة فيها». في المقابل، بدأت فتيات في تكوين مجموعات نسائية، «بعيداً عن الأجواء العائلية الخاصة». تقول فاطمة سعد: «إن بعض الأسر السعودية تسمح لفتياتها بالسفر منفردات، أو مع مجموعة من صديقاتهن للسياحة»، موضحة أن «معظم الفتيات السعوديات يفضلن قضاء الإجازة الصيفية في العاصمة البريطانية أو باريس، كما أن هناك اهتماماً ملموساً من السعوديات بدبي كواجهة مميزة لقضاء أيام الإجازة الصيفية». وتعزو فاطمة الأسباب التي دفعتهن للخروج من «جلباب العائلة» إلى «الرغبة في التسوّق، إضافة إلى إثبات الذات، خصوصاً أن بعض المناطق تكون آمنة، ويطغى عليها الجو الاجتماعي، مثل لندن أو دبي»، مضيفة: «بينما لا يمكن أن تسافر الفتاة السعودية بمفردها إلى مناطق أخرى، مثل دول شرق آسيا أو بعض الدول العربية، حتى لو كانت مع مجموعة من صديقاتها، لأنها غير آمنة، إضافة إلى وجود تحرشات كبيرة من جانب السياح السعوديين هناك».