اختتمت الشرطة الإسرائيلية أمس، ثلاثةَ أيام من مناورات سرية مكثفة لتفريق تظاهرات احتجاجية كبيرة متوقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي أوساط فلسطينيي 48 خلال مناقشة الأممالمتحدة في أيلول (سبتمبر) المقبل مشروعَ الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة. ونقلت «فرانس برس» عن ميكي روزنفيلد، الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية، أن «تمريناً يجري حالياً للحفاظ على النظام العام والتعامل مع اضطرابات كبرى». وأضاف: «يشارك المئات من رجال الشرطة في هذه العملية، ترقباً لما سيحدث في الاشهر المقبلة». وأوضح أن «هذا تمرين عادي، لكنه يجري على نطاق واسع، لأنه من الواضح أننا نأخذ في عين الاعتبار الحاجة الى تعبئة العديد من رجال الشرطة من أجل مواجهة احتجاجات ضخمة في أيلول». وأفادت صحيفة «هآرتس» أمس، أن المناورات التي شارك فيها مئات من عناصر الشرطة و «حرس الحدود» وقوات خاصة، هي الأوسع منذ المناورات التي أجرتها قبل ست سنوات مع انسحاب إسرائيل من مستوطنات قطاع غزة. وأضافت أن المناورات حاكت سيناريوات مختلفة «بينها الأسوأ»، وفي مقدمها احتمال توجه حشود فلسطينية كبيرة من الضفة الغربية إلى المستوطنات اليهودية في قلب الضفة، أو إلى بلدات إسرائيلية محاذية، كذلك مشاركة شعبية واسعة لفلسطينيي 1948. وستعاود الشرطة مثل هذه التدريبات في إطار المناورات الأوسع التي تجريها «الجبهة الداخلية» – الجيش والشرطة وقوات الإنقاذ - الأسبوع المقبل للسنة الخامسة على التوالي، وتُعرف ب «نقطة تحول 5»، وتحاكي تعرض إسرائيل لهجوم شامل بأسلحة غير تقليدية من مختلف الجبهات. وتتوقع جهات استخباراتية أن تنطلق الشرارة الأولى للتظاهرات من الضفة الغربية، بتوجُّه آلاف الفلسطينيين نحو الحواجز العسكرية في قلب الضفة الغربية ونحو الجدار الفاصل (الذي أقامته إسرائيل لتعزل الضفة الغربية عنها) في محاولة لاختراقها. وتابعت أن أكثر ما يقلق الشرطة هو احتمال توجّه الفلسطينيين إلى بلدة إسرائيلية قريبة من الجدار ودخولها، على غرار ما حصل في قرية مجدل شمس السورية في ذكرى «النكبة» قبل شهر. وزادت أن الشرطة تستعد لمواجهة «اضطرابات» في عدد من البلدات العربية داخل الخط الأخضر، خصوصاً في منطقة «المثلث» القريبة من الضفة الغربية مسافة كيلومترات قليلة، تتمثل في إغلاق محاور طرق رئيسة. وبحسب القائد الجديد للشرطة يوحنان دنينو، فإن محاولة عبور الحدود والوضع العام في الشرق الأوسط «يمثِّلان واقعاً جديداً يحتم على قوى الأمن الإسرائيلية التأهب لمواجهته»، معتبراً ذلك مهمة قومية وتحدياً أمنياً «يحتم على الشرطة أن تتحرك كجسم مبادر ومهاجِم». وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة، مدعومةً بوحدة الكلاب وقوات خاصة أخرى، تدربت أيضاً على احتمال تعرض أفرادها لنيران متظاهرين او الخطف، وعليه تم تزويدها بوسائل حديثة لتفريق تظاهرات ستستخدمها للمرة الأولى في أيلول المقبل «إن اقتضت الضرورة»، مضيفة أنها وسائل لا تؤدي إلى قتل متظاهرين.