يقرّ ضباط كبار في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الجيش لا يملك أي حل حقيقي لمواجهة تظاهرات فلسطينية سلمية كبيرة، على غرار تلك التي تشهدها دول عربية. وقال ضابط كبير مسؤول في الضفة الغربيةالمحتلة لصحيفة "هآرتس" إن "هناك سيناريوهات يمكن أن نواجهها بشعور أن لا حول ولا قوة لدينا، مثلاً أن يتوجه 4 آلاف فلسطيني أو أكثر إلى حاجز عسكري أو في اتجاه إحدى المستوطنات في الضفة الغربية من دون أن تتدخل الشرطة الفلسطينية لتوقفهم، فإنني لا أرى أنه سيكون في مقدورنا وقف تقدم حشود تملك إرادة وتصميمياً، من خلال إطلاق الغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي". وقال ضابط آخر: لن يكون في وسعنا فعل شيء في حال عمّت الضفة الغربية تظاهرات على غرار التظاهرات في دول عربية". وأضاف أنه من دون إحراز تقدم في المسار التفاوضي "سيفقد أيضاً رجال الشرطة الفلسطينية صبرهم ولن يتعاونوا معنا مثلما يفعلون اليوم". ورد ضباط آخرين على هذه الأقوال بالقول إن الجيش يملك فعلاً الحلول لمواجهة تظاهرات ضخمة خصوصاً في المجال الاستخباراتي لأن تنظيم مثل هذه التظاهرات يتطلب وقتاً كبيراً. وأضاف أنه "مع توافر معلومات استخباراتية وتأهب صحيح يمكننا تركيز قوات كبيرة لمواجهة هذه التظاهرات ومن دون التسبب في إصابات في صفوف المتظاهرين". وتأتي هذه الأقوال مع انتهاء ورشة عمل ليومين نظمتها قيادة "المنطقة الوسطى" في الجيش المسؤولة عن الضفة الغربيةالمحتلة تناولت سيناريوهات "اليوم التالي" لاعتراف الأممالمتحدة بفلسطين دولة مستقلة، المتوقع في أيلول (سبتمبر) المقبل. وشارك في الورشة ألف ضابط من مختلف الوحدات وبمختلف الرتب، استمعوا فيها إلى محاضرات من رئيس هيئة الأركان الجنرال بيني غانتس وقائد "المنطقة الوسطى" ومسؤول الاستخبارات العسكرية في المنطقة والمتحدث بلسان الجيش يوآف مردخاي وضباط كبار آخرين بينهم من شارك في مواجهة المتظاهرين على الحدود السورية في "يوم النكبة". واستمع المشاركون إلى سبل مواجهة "أعمال إخلال بالنظام واضطرابات" وتعرفوا إلى وسائل جديدة لتفريق التظاهرات ستكون في متناول يد الجيش والشرطة وقوات "حرس الحدود". وقال الجنرال غانتس للضباط إن "أيلول يبدو مجرد تأريخ، لكنه ايضاً فكرة، وقد تأتي مبكراً أو بتأخير ما، ولذا علينا أن نكون مستعدين لمختلف السيناريوهات الممكنة وأن نؤدي المطلوب منا".