تواصل إسرائيل استعداداتها لاحتمال لجوء السلطة الفلسطينية في أيلول (سبتمبر) المقبل، إلى الأممالمتحدة لنيل اعتراف دولي بفلسطين دولة مستقلة في حدود عام 1967، وتبعات هذا القرار على الساحتين السياسية الدولية والميدانية. وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الجيش الإسرائيلي تزود أخيراً كميات كبيرة من الأسلحة «غير الفتاكة» لتفريق تظاهرات كبرى يتوقع أن تعم أرجاء الضفة الغربية وربما البلدات العربية داخل «الخط الأخضر». وأفادت صحيفة «معاريف» أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو يدرس احتمال إمكان إلقاء خطاب أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة مع افتتاح أعمال اجتماعها السنوي بعد أقل من شهرين، وقبل التصويت على اقتراح الاعتراف بفلسطين يكرسه للحديث ضد القرار المتوقع. وذكرت «معاريف» أن نتانياهو لم يحسم بعد موقفه من نصيحة بعض القريبين منه بأن يلقي خطاباً كهذا في الأممالمتحدة، فيما حذره البعض الآخر من «عواقب» خطاب «يُظهر إسرائيل على أنها مرعوبة». ويعتبر المؤيدون أن من شأن خطاب كهذا أن يشكل «خطوة ذكية» في حال تم توجيهه إلى الرأي العام في إسرائيل «فيكون خطاباً انتخابياً حازماً ومحارباً وصهيونياً يعزز المعنويات والكرامة القومية ويقدم لنتانياهو خدمة سياسية داخلية ممتازة ويرفع شعبيته في استطلاعات الرأي»، تماماً كما حصل عندما تحدى الرئيس باراك أوباما علناً في أيار (مايو) الماضي وأعلن معارضته الرؤية السياسية التي طرحها الأخير في شأن حل الصراع على أساس حدود عام 1967. وساهم هذا الموقف في رفع شعبية نتانياهو لدى الإسرائيليين في شكل لافت. وتابعت الصحيفة أن إسرائيل ما زالت تنتظر حسم الفلسطينيين مسألة التوجه إلى الأممالمتحدة من عدمه، وأنها ما زالت تأمل في أن تثمر الضغوط الأميركية على الفلسطينيين عدولهم عن التوجه إلى الهيئة الدولية. كل هذا وسط تقديرات جهات سياسية أخرى بأن الفلسطينيين سينتظرون حتى موعد افتتاح أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 21 أيلول المقبل «ويستغلون حضور قادة العالم» فيها ليقدموا طلبهم للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإحراج إسرائيل «مع العلم أن غالبية فورية ستصادق على هذا الطلب، وهي التي تصوت عادةً ضد إسرائيل». وأفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وزارة الدفاع كرست مبلغاً أكثر من 20 مليون دولار لتزويد الجنود وعناصر الشرطة أسلحة «غير فتاكة» لمواجهة احتمال اندلاع «أعمال مخلة بالنظام وتظاهرات عامة في أنحاء الضفة تسير نحو المستوطنات أو نحو الجدار الفاصل، أو في البلدات العربية داخل إسرائيل» غداة الاعتراف الأممي بفلسطين دولة مستقلة. جاء ذلك بعد أن تبين أن الأجهزة الأمنية لا تملك أسلحة ناجعة لتفريق متظاهرين عزّل من دون التسبب في قتلهم، كما حصل خلال «يوم النكبة» و «يوم النكسة» على الحدود مع لبنان وسورية. وأضافت الصحيفة أن بين الأسلحة التي سيتم استخدامها قنابل تطلق مواد خاصة تبعث روائح كريهة، وخراطيم مياه ضخمة وبنادق ومنظومات لإطلاق قنابل غاز مسيل للدموع ومسدسات من نوع «تايزر» مكهربة وأجهزة أخرى تصدر أصواتاً مزعجة لا يمكن تحملها وغيرها. وتابعت أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تستعد للسيناريوات المختلفة، ومنها إغلاق محاور الطرق الرئيسة في الضفة وقذف حجارة على جنود الاحتلال، كما تأخذ في حساباتها «احتمال أن تنتقل هذه المواجهات إلى داخل الخط الأخضر»، على أن تشهد الحدود مع كل من لبنان وسورية والأردن في الوقت ذاته تظاهرات كبرى «وكلها قد تتطور إلى إرهاب شعبي يشمل إطلاق نار على مفترقات الطرق الرئيسة داخل إسرائيل أيضاً». أما أكثر السيناريوات خطورةً، بنظر الإسرائيليين، فيتمثل في استقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) وانهيار السلطة وحصول فوضى شاملة.