تواصلت المعارك بين «هيئة تحرير الشام» ومقاتلي «جبهة تحرير سورية» وهو تحالف يضمّ حركتي «نور الدين الزنكي» و»أحرار الشام»، على محاور في جبل الزاوية ومناطق أخرى في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب شمال سورية، حيث يسعى الطرفان إلى تحقيق تقدّم وتوسيع نطاق السيطرة في المحافظة الوحيدة الخارجة عن سيطرة دمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، بأن أكثر من 6 عناصر من «تحرير الشام» بينهم قياديان قُتلوا في الاشتباكات، التي شهدت استخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة إضافة إلى صواريخ «تاو» الأميركية الصنع. ونشرت «تحرير سورية» عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أمس، صوراً تظهر تدمير دبابة تابعة ل»الهيئة» بعد استهدافها بصاروخ «تاو»، خلال محاولتها التقدم على محور قرية السعدية وقرية عاجل في ريف حلب الغربي. ونقلت مواقع محسوبة على المعارضة عن نشطاء قولهم إن «الهيئة» استهدفت بدورها معملاً بصاروخ «تاو» بعد أن تحصّن فيه عناصر «تحرير سورية». ووفقاً لوكالة «إباء» التابعة ل»الهيئة» فإن الأخيرة حققت تقدماً ليل السبت-الأحد بعد سيطرتها على قريتي تقاد والسعدية غربي حلب. وأشارت الوكالة إلى أن «الهيئة» تحاول صدّ تقدّم «تحرير سورية» على مدن جبل الزاوية وقراها. ووفقاً لمصادر المعارضة فإن استخدام صواريخ «تاو» يُعدّ الأول من نوعه ضمن معارك الفصائل التي شهدها الشمال السوري. وكان «الجيش السوري الحر» استخدم هذه الصواريخ ضد القوات النظامية في معارك عدّة واستطاع عبرها تدمير دبابات «تي-55» و»تي-72» إضافة إلى عربات «بي ام بي». ووصف «المرصد» المعارك الدائرة بين الطرفين منذ 20 شباط (فبراير) الماضي بأنها «حرب إلغاء» بين أكبر فصائل المعارضة الناشطة في القطاع الغربي من ريف حلب وداخل إدلب. وكان «المرصد» أشار في وقت سابق إلى تقدّم مقاتلي «تحرير سورية» في قرى أرنبة وسفوهن وعين لاروز والموزرة والفطيرة في ريف إدلب. وأدّت المعارك إلى مقتل 132 عنصراً من «الهيئة» مقابل 91 مقاتلاً من فصائل «تحرير سورية»، وفق «المرصد»، الذي وثّق أيضاً ليرتفع مقتل 18 مدنياً بينهم 7 أطفال جراء عمليات القصف والرصاص العشوائي في ريفي حلب وإدلب.