تمكّنت «جبهة تحرير سورية» المُشكّلة أخيراً إثر اندماج حركتي «أحرار الشام» و «نور الدين الزنكي»، من تحقيق تقدّم على حساب «هيئة تحرير الشام» في كل من ريفَي إدلب وحلب، بعد اشتباكات تدور منذ 3 أيام في المنطقة. وأفادت مواقع محسوبة على المعارضة بأن «تحرير سورية» تمكنت من السيطرة على أكثر من عشرة قرى في إدلب، فيما تستمر الاشتباكات في ريف حلب، ونقلت عن مصدر من «الزنكي» قوله إن المعارك أدّت إلى حصار «تحرير الشام» من ثلاثة محاور. وتحاول «تحرير الشام» التسلل من طريق خان العسل إلى مناطق خاضعة لسيطرة «تحرير سورية». وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى أن «تحرير الشام» استقدمت تعزيزات إلى محيط دارة عزة وخان العسل وتديل، استعداداً ل «معارك أشرس». وأفاد «المرصد» بمقتل 9 مسلّحين على الأقل من الطرفين بينهم ما لا يقل عن 6 من «الهيئة». ونقلت مواقع محسوبة على المعارضة عن مصادر عسكرية مطلعة على الاشتباكات، قولها إن حركة «أحرار الشام» تمكنت من أسر عدد من قيادات «تحرير الشام» قرب بلدة الهبيط في ريف إدلب، مساء الأربعاء. وأوضحت المصادر أن من بين الأسرى قيادات في منطقة حماة إضافة إلى مسلّحين، من دون أن تقدّم مزيداً من التفاصيل. ووفقاً لوكالة «إباء» التابعة ل «تحرير الشام»، فإن مسلحي «الزنكي» بدأوا اقتحام مناطق وحواجز تابعة ل «الهيئة»، في محاولة منها للسيطرة على المنطقة. وأصدرت «تحرير سورية» بيانًا الثلثاء الماضي، اتّهمت فيه «تحرير الشام» ببدء «هجوم تزامن مع انشغال الأولى بمعارك الغوطة»، مضيفة أن «تحرير الشام» تعمل أيضًا على إجلاء بعض أهالي قرية الفوعة باتفاق أحادي مع النظام والجانب الإيراني. علماً أنها ليست المرة الأولى التي تخوض فيها الأطراف اشتباكات في المنطقة، إذ تقدّمت «تحرير الشام»على حساب «أحرار الشام»، كما وخاضت الأولى معارك ضد «الزنكي» وتوقفت بعد اتفاق بين الطرفين العام الماضي. وتصاعد التوتر بين «تحرير سورية» و «تحرير الشام» أكبر فصيلين مسلحين إسلاميين ناشطين في الشمال، إثر اتهامات ل «الزنكي» باغتيال أحد قيادات «تحرير الشام».