قررت الخرطوم إعادة سفيرها لدى القاهرة يوم غد الإثنين بعد نحو شهرين على استدعائه للتشاور، رداً على خلافات بين العاصمتين في ملفات كثيرة، في مقدمها تناول الإعلام القضايا ذات السخونة بين البلدين، وإن لم تعلن الخرطوم سبب الاستدعاء في شكل مباشر، كما رفضت القاهرة الرد بخطوة مماثلة كما هي الحال في الأعراف الديبلوماسية. وقال السفير السوداني ومندوب بلاده الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالمحمود عبدالحليم في تصريحات صحافية أمس من الخرطوم، إنه سيرافق وزير خارجية بلاده إبراهيم غندور إلى اجتماعات مجلس الجامعة الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية في دورته العادية 149 في 6 و7 آذار (مارس) الجاري في مقر الجامعة في القاهرة. وقال غندور إن «العلاقات بين الشعبين والبلدين تاريخية، وإن الحفاظ عليها مسؤولية، ووضعها في الطريق الصحيح واجب». وكان هذا العام شهد تصعيداً حاداً بين البلدين، خصوصاً بعد اتهامات الرئيس السوداني عمر البشير بإرسال أسلحة مصرية إلى متمردي دارفور، الأمر الذي نفاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشدة في تصريحات علنية. كما صرح غندور بأن مصر استخدمت مياهاً من حصة السودان طوال عقود وأن عليها رد ما أخذته، كما علقت وسائل إعلام مصرية بأساليب أزعجت الخرطوم عن زيارات قطرية وتركية للسودان. وطوال الوقت ثارت شكوك حول الموقف السوداني من مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والإشارات حول مساندة الخرطومأديس أبابا. والتقى الرئيسان السيسي والبشير، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي، ما أدى إلى انفراجة في الأزمة، أعقبها اجتماع رباعي مصري سوداني في القاهرة الشهر الماضي ضم وزراء الخارجية ورؤساء الاستخبارات في البلدين، صدر عنه بيان من أحد عشر بنداً، تتضمن الاتفاق على حل الأزمات في ما بينهما بالتشاور والتنسيق وعدم التصعيد. وأعربت مصادر بارزة في القاهرة عن اعتقادها بأن السفير عبدالمحمود سيركز بعد عودته على تبديد الكثير من الغيوم، خصوصاً في ما نسب إليه من انتقادات للإعلام المصري، ومن تهديدات بخطوات تصعيدية، وما نسب إليه من أن بلاده بصدد «إعلان حرب». وكانت الخارجية السودانية نفت الكثير من تلك الاتهامات لسفيرها عقب استدعائه، واعتبرت أن وسائل إعلام هي التي تتسبب في المشكلات والأزمات بين البلدين. وأشارت المصادر إلى أن السفير سيعمل في الوقت ذاته على تنفيذ ما توصل إليه الاجتماع الرباعي من اتفاقات. مؤكدةً أن وجود السفير في القاهرة هو الوضع الطبيعي للعلاقات بين البلدين. وأعلنت الجامعة العربية عن بدء اجتماعات الدورة الجديدة لمجلسها اليوم (الأحد) باجتماع على مستوى المندوبين برئاسة السعودية، للتحضير للاجتماع الوزاري الأربعاء. ويتضمن جدول أعمال المندوبين 8 بنود، في مقدمها آخر مستجدات القضية الفلسطينية والصراع العربي- الإسرائيلي، ومراجعة مشاريع القرارات الخاصة بها إلى الاجتماع الوزاري الأربعاء برئاسة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.