أعلن وزير الدولة طلال ارسلان استقالته من الحكومة، معلناً أنه سيحجب الثقة عنها، وشن هجوماً على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي متهماً إياه ب «الكذب»، ومتمنياً «ألا يأتي سعد الحريري على حصان أبيض من جديد الى الحكم في لبنان». وقال ارسلان في مؤتمر صحافي عقده بعد اجتماع للمكتب السياسي في «الحزب الديموقراطي اللبناني» الذي يرأسه: «أعلن للرأي العام اللبناني استقالتي من حكومة المدعو نجيب ميقاتي الذي لا يشرفني أن أجلس الى يمينه في حكومة كهذه، مع الاحترام للوزراء المشاركين»، مشيراً الى أن ميقاتي «حاول إحراج المقاومة مع كل الحلفاء وكان يتذرع بأنه حاضر لضمهم الى الحكومة شرط أن تأتي إشارة من المقاومة. فهذا التكاذب والقرصنة في التشكيل، أثبتا أن هناك قرصنة في المستويات كافة. حاول نجيب ميقاتي معي كما حاول مع غيري من الفرقاء، أما أن يخلف بيننا وبين والجنرال (ميشال) عون، أو أن يخلف بيننا وبين حلفائنا الدائمين في المقاومة الوطنية الشريفة، وإما محاولته الأخيرة أن يخلفنا مع وليد بك جنبلاط». وأضاف: «لا أستطيع أن أكون شاهد زور الى جانبه، لأنني أرى أن الآتي أعظم من خلال هذه الطريقة في معالجة الأمور». وأبدى أسفه ل «التعاطي غير اللائق بما يسمى الوزارات السيادية وغير السيادية والتمييز العنصري الذي حذرت منه وقلت إنني لا يمكن أن أقبل بأن يعامل به الدروز أو الكاثوليك أو الأرمن أو العلويين». ورفض «تصنيفنا من موقع ما يقوله نجيب ميقاتي بأن هناك عرفاً لا يسمح للدروز بأن يأخذوا وزارة الدفاع أو الداخلية أو المالية أو الخارجية»، ورأى في ذلك «توطؤا على العيش المشترك والميثاق الوطني والعقد الاجتماعي». وقال: «انطلاقاً من وعدي لأبناء طائفتي وما أمثل من الدروز في الجبل وكل الدروز، أنا لا أستطيع أن أشارك في حكومة يقول نجيب ميقاتي فيها أن الدروز لا يحق لهم أن يطالبوا بوزارة سيادية. لا يمكن أن يأخذ نجيب ميقاتي توقيعي على هذا الموضوع أو موافقتي المعنوية، وأخذنا قراراً في الحزب انسجاماً مع عدم مشاركتي واستقالتي أن نحجب الثقة عن حكومة نجيب ميقاتي في جلسة الثقة وسأطلب من دولة الرئيس نبيه بري أن يدرج اسمي أول المتكلمين في الجلسة النيابية لبحث الثقة». وتابع: «كلمة أخيرة وأتمنى أن يتقبلها الجميع مني من منطلق الحرص، أهنئ الشيخ سعد الحريري بخصم كهذا ومشروع كهذا يحاول أن يظهر انه بديل من سعد الحريري، إن شاء الله أكون مخطئاً ولا يأتي سعد الحريري على حصان أبيض من جديد الى الحكم في لبنان». وعن موقف النائب جنبلاط، قال: «لا أسمح لنجيب ميقاتي ولا لغيره بأن يوقع فتنة في الدروز بيني وبين الأخ وليد جنبلاط. أعرف كيف تم التعاطي في الشأن الحكومي مع الوزير جنبلاط، كيف تم التحايل حتى على حصته في الحكومة»، ودعا مناصريه الى «التزام الهدوء والبقاء في البيوت»، رداً على قطع أنصاره طرقاً في خلده وفي الحاصباني وفي عاليه احتجاجاً وحرقهم دواليب وإطلاق النار. وعما إذا كانت استقالته تمت بالتنسيق مع «حزب الله»، قال: «لا يمكن لشعرة أن تمر بيني وبين المقاومة. ميقاتي وأمثاله ليس لهم مكان عندما يكون طلال ارسلان والسيد حسن (نصر الله) في العلاقة». ورد على موافقة «حزب الله» على التشكيلة بالقول: «هذا شأن كل فريق سياسي لبناني أن يعبر عن رأيه فيه. أنا ملتزم بقناعاتي وثوابتي ولا شيء يحيدني عنها»، متهماً ميقاتي بأنه «يريد أن يفتعل فتناً في صفوف المعارضة. وهذا لن أسمح له بأن يمر»، ومعلناً أنه «فاقد الأمل بأن يشكل ميقاتي مشروعاً سياسياً جدياً في لبنان».