لم يمض على تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي سويعات بعد مخاض عسير، حتى أعلن أحد وزرائها هو طلال ارسلان "استقالته" احتجاجاً على تعيينه وزير دولة في الحكومة الجديدة. وقال ارسلان في مؤتمر صحافي بعد ظهر أمس "أعلن للرأي العام اللبناني استقالتي من حكومة (المدعو) نجيب ميقاتي الذي لا يشرفني أن أجلس على يمينه في هذه الحكومة".-على حد تعبيره- وأضاف أرسلان: «لا أستطيع ان أشارك في حكومة يقول فيها نجيب ميقاتي أن الدروز لا يمكنهم ان يحصلوا على حقيبة سيادية (الدفاع والداخلية والمال)». وتابع: «انطلاقا من هذه القناعة سنحجب الثقة عن الحكومة في مجلس النواب». وعمد أنصاره الى قطع الطرق في منطقتي خلدة جنوببيروت وحاصبيا واطلاق النار في الهواء، فيما دعاهم أرسلان الى «التزام الهدوء». وتضم حكومة ميقاتي الجديدة 30 وزيرا، 19 منهم من قوى الثامن من اذار وأبرز اركانها حزب الله من بينهم ارسلان نفسه الذي لم يحصل على حقيبة وزارية بل عين وزيرا من دون حقيبة، اضافة الى 11 وزيرا مقربا من كل من رئيس الجمهورية وميقاتي والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وقد ضمت الحكومة 13 وزيرا جديدا و11 وزيرا من الحكومة السابقة و5 وزراء من حكومات سابقة. وجاء في مرسوم تشكيل الحكومة الذي حمل الرقم 5818 : إن رئيس الجمهورية بناء على الدستور ، لاسيما البند 4 من المادة 53 منه بناء على المرسوم 5817 تاريخ 13/6/2011 المتضمن تسمية محمد نجيب ميقاتي رئيسا لمجلس الوزراء، بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء. كما ضمت سمير مقبل نائباً للرئيس، وطلال ارسلان وزير دولة، ونقولا فتوش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، وغازي العريضي وزيرا للأشغال، وعلي قانصو وزير دولة، وعلي حسن خليل وزير صحة، ومحمد الصفدي وزير مالية، ومحمد فنيش وزير دولة لشؤون التنمية، ووائل ابو فاعور وزير شؤون اجتماعية، وجبران باسيل وزير طاقة ومياه، وحسين الحاج حسن وزيرا للزراعة، وشربل نحاس وزيرا للعمل، وفادي عبود وزيرا للسياحة، وسليم كرم وزير دولة، وعلاء الدين ترو وزيرا لشؤون المهجرين، واحمد كرامي وزير دولة، وناظم الخوري وزير بيئة، وفايز غصن وزير دفاع وطني، وشكيب قرطباوي وزير عدل، وعدنان منصور وزير خارجية، ونقولا نحاس وزيرا للاقتصاد والتجارة، ومروان شربل وزيرا للداخلية، والياس طابونجيان وزير صناعة، ووليد الداعوق وزيرا للاعلام، وبانوس مناجين وزير دولة، وحسان دياب وزير تربية، وغابي ليون وزيرا للثقافة، ونقولا صحناوي وزيرا للاتصالات، وفيصل كرامي وزيرا للشباب والرياضة. رئيس الوزراء الجديد: ثوابتنا الطائف وتحرير الأرض والحوار وبناء الدولة «الدستورية» وقال رئيس الحكومة ميقاتي، بعد اعلان التشكيل ، إن الحكومة ستكون تحت ثوابت التمسك باتفاق الطائف وتحرير الارض واعادة حوار هادئ وبناء الدولة تحت سقف المؤسسة الدستورية. واشار الى "أننا على ثقة ان هذه الثوابت هي التي تحفظ لبنان واستقلاله وتحفظ العيش المشترك". وشدد ميقاتي على ان "هذه الحكومة ستكون حكومة كل لبنان وستعمل من اجل جميع اللبنانيين ولا تفريق بين من سيوليها ثقته ومن سيحجبها"، مؤكدا ان "لا تسليم بمنطق المنتصر والمهزوم وكل ذلك لن يكون من شيمنا لاننا نشأنا على احترام قيم العدالة والتسامح والمحبة"، داعيا لعدم الحكم "على النوايا والاشخاص بل على الاداء". واعلن انه "لو لم نشكل الحكومة لكان من الصعوبة ان نشكل حكومة بعد اليوم"، مشيرا الى انه "كان هناك تشكيلة جاهزة"، معربا عن تقديره لما قام به رئيس مجلس النواب نبيه بري من جهود "لان الحكومة لم تكن لتبصر النور لولا تضحياته ووطنيته، فكيف سيتحفظ اذا كانت الحكومة تشكلت بجهوده"، كاشفا انه جرى بعض التعديل على التشكيلة.واكد أن "هذه الحكومة هي حكومتكم جميعا في اي موقع كنتم وهي تدرك ان مسيرتها ليست مفروشة بالورود، وهي تدرك ان ارادتكم الواحدة وقناعتكم بان لا بديل عن العيش المشترك سيكون جسر العبور". وتوجه بالشكر للبنانيين على تحملهم كل ما رافق التشكيل من صعوبات وعقد ومطالب، لافتا الى انه "تمكنا بالتعاون مع جميع المعنيين من تذليلها ووصلنا الى هذه التشكيلة التي نتمنى ان تحظى بثقتكم".