بدأت القوات التركية وفصائل «الجيش السوري الحرّ» هجوماً على مركز بلدة راجو الاستراتيجية شمال غربي عفرين، في إطار عملية «غصن الزيتون» المتواصلة منذ أكثر من شهر ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية شمال غربي سورية. أتى ذلك فيما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بمقتل 17 مسلّحاً على الأقل في غارات تركية استهدفت قوات سورية موالية للنظام في قرية شمال عفرين ليل الخميس- الجمعة. وأضاف «المرصد» أن من بين القتلى ثلاثة عناصر من «وحدات حماية الشعب» الكردية، وأن الباقين مقاتلون يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد، دخلوا عفرين الأسبوع الماضي للمساعدة في صد الهجوم التركي. ورفض الجيش التركي التعقيب على تقرير «المرصد»، لكن وكالة «الأناضول» التي تديرها الدولة، أشارت إلى أن مروحيات هجومية قتلت تسعة من مقاتلي «الوحدات» غربي عفرين. وتمكّنت قوات عملية «غصن الزيتون» أمس، من السيطرة على قرى ماملي تحتاني وماملي فوقاني وموساكو في ناحية راجو شمال غربي عفرين، بعد معارك مع «وحدات حماية الشعب» الكردية. ويُعدّ هذا التقدّم مهماً، كون هذه القرى ملاصقة لناحية راجو التي باتت الفصائل تسيطر على أطرافها الجنوبية والشرقية والغربية. ولفت «المرصد» إلى أن المعارك العنيفة تواصلت أمس بين قوات «غصن الزيتون» والمقاتلين الأكراد على مشارف بلدة راجو الاستراتيجية. وتزامنت المعارك مع عمليات استهدافات متبادلة بين الطرفين أسفرت عن تدمير آليات. إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي أن حصلية قتلى الجيش التركي و»فصائل الجيش السوري الحر» المشاركة في العملية بلغت 157 قتيلاً منذ بدء الهجوم قبل 42 يوماً. وأوضح أن 41 مقاتلاً من الجيش التركي قُتلوا خلال هذه المعارك، إضافة إلى 116 مقاتلاً من «الجيش السوري الحر»، فيما تم «تحييد» 2295 عنصرا ًمن «وحدات حماية الشعب» الكردية والفصائل المقاتلة إلى جانبها. وأشار في تصريحات أمس إلى أن العملية نجحت حتى الساعة في طرد المقاتلين الأكراد من مساحة تقدر ب615 كيلومتر مربع تتضمن 95 منطقة سكنية و28 نقطة استراتيجية. وكان الجيش التركي أعلن ليل الخميس عن مقتل ثمانية من جنوده واصابة 13 آخرين الخميس في المعارك التي تخوضها وحداته ضد المقاتلين الأكراد. وتُعتبر هذه الحصيلة التي أوردتها رئاسة أركان الجيش التركي، الأكثر دموية للقوات التركية في يوم واحد من القتال في سورية، منذ بدأت أنقرة عمليتها العسكرية ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقة عفرين في 20 كانون الثاني (يناير) الماضي.