علمت «الحياة» أن قيادات أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك» طلبت ان تلقي اليوم نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للبحث في التوافق على خيارات تهدئة، في لقاء هو الأول من نوعه منذ محاولة اغتيال الرئيس علي عبد الله صالح ومغادرته إلى السعودية للعلاج قبل نحو عشرة أيام. لكن نائب الرئيس رفض الطلب والبحث في نقل السلطة. وفيما حض «اللقاء المشترك» مجلس التعاون الخليجي على الدفع في اتجاه نقل السلطة في اليمن، أفيد بأن خمسة أشخاص اعتقلوا للاشتباه بدورهم في محاولة اغتيال علي صالح. ونقلت وكالة «رويترز» عن محمد المتوكل القيادي في «اللقاء المشترك» ان الجهود الدولية الرامية الى التوصل الى اتفاق لنقل السلطة انهارت لان نائب الرئيس رفض التعامل مع أحزاب المعارضة او الاجتماع معها. واوضح ان هادي «يبرر ذلك بالقول انه منشغل في التعامل مع ازمة الوقود ووقف اطلاق النار والموقف الامني في المحافظات اليمنية». وكان الناطق باسم «اللقاء المشترك» محمد قحطان اكد أن الاجتماع الذي كان يفترض ان يعقد اليوم مع هادي «جاء بناء على طلب المعارضة للبحث في خطوات انتقال السلطة بصورة هادئة وسلسة». وقال قحطان «إن اليمن يقف اليوم على مفترق طرق. فإما أن تتم إعادته إلى مساره الصحيح عبر نقل السلطة بصورة فورية وعاجلة إلى نائب الرئيس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية والسير في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية، وإما استمرار حال الغليان الثوري ضد النظام ليمضي كالسيل الجارف نحو مزيد من التداعيات التي نحن في المعارضة واليمن في غنى عنها». وأكد قحطان أن المعارضة «تفضل الخيار الأول المتمثل في نقل السلطة إلى هادي فوراً. ونحن في أحزاب المشترك نجتهد من أجل تحقيق هذا الخيار السلمي والآمن، وهو ما سنطرحه بكل وضوح مع نائب الرئيس اليوم، وبحيث يكون مقدمة لخطوات تهدئة للأزمة تحت قيادة جديدة للبلد يتولى هادي زمامها بما يحقق أمن واستقرار البلاد». ودعا قحطان حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى «تمكين نائب الرئيس من تسلم قيادة البلد... وإدراك حساسية المرحلة وحاجتها إلى تلاحم وطني شامل والالتفاف حول القيادة الجديدة... بما يجنب اليمن المزيد من التداعيات والاختلالات والانهيار، ويعيد للدولة سلطتها وهيبتها ويحافظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته». وخلص قحطان إلى «أن الأشقاء والأصدقاء (في إشارة إلى مجلس التعاون الخليجي) يدعمون هذا التوجه نحو انتقال السلطة إلى نائب الرئيس بصورة سلمية في هذه المرحلة». وكان قحطان تمنى على «اشقائنا في الخليج، أن يعجلوا في اتخاذ مواقف حاسمة وحازمة لنقل السلطة بصورة فورية وسلمية لنائب الرئيس». ومن المتوقع أن يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الثلثاء في جدة اجتماعاً للبحث في الشؤون الإقليمية، خصوصاً في اليمن. في موازاة ذلك، نقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر ديبلوماسية في اليمن أن خمسة أشخاص اعتقلوا في إطار التحقيق في محاولة اغتيال علي عبدالله صالح. وذكرت المصادر انه تم التحقيق مع 50 شخصاً على خلفية هذه المحاولة التي أدت إلى إصابة الرئيس اليمني بجروح خطرة ومقتل 11 شخصاً من حراسه وإصابة 124 شخصاً، بينهم عدد من كبار المسؤولين. إلى ذلك أفادت المعلومات الواردة من محافظة أبين (جنوب اليمن) بأن المعارك في مدينة زنجبار والمناطق المحيطة بها مستمرة بضراوة بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» والذين يسيطرون على المدينة منذ نهاية الشهر الماضي. وأكدت ل «الحياة» مصادر متطابقة في زنجبار أن عدداً من المستشفيات في المدينة وفي مدينة عدن المجاورة استقبل خلال الأيام الثلاثة الماضية عشرات الجثث لجنود وأكثر من 50 جريحاً سقطوا في المواجهات الدائرة في زنجبار ولودر وجعار مع مسلحي «القاعدة» . وقالت المصادر إن القوات الحكومية قتلت العشرات من عناصر «القاعدة»، لكن مئات المسلحين المتشددين تمكنوا ظهر أمس من اقتحام موقع متقدم للواء 25، بعد إخلائه ليل اول من أمس من الجنود والعتاد والآليات العسكرية. ولم تستبعد المصادر قيام القوات الحكومية بعملية اقتحام شاملة للمدينة من كل الاتجاهات قريباً، مشيرة إلى أن سلاح الجو اليمني يشارك في هذه المواجهات بطلعات مكثفة وضربات لمواقع المسلحين داخل المدينة.