علمت» المدينة» من مصادر مطلعة في الحزب الحاكم بصنعاء، أن قيادة المؤتمر الشعبي العام كثفت اتّصالاتها مؤخرًا في محاولة أخيرة لتعديل المبادرة الخليجية. وقالت المصادر إن كلاً من الدكتور عبدالكريم الإرياني -مستشار رئيس الجمهورية، النائب الثاني للحزب الحاكم- والدكتور أبوبكر القربي وزير الخارجية، وسلطان البركاني الأمين العام للحزب الحاكم، والدكتور أحمد عبيد بن دغر الأمين العام المساعد أيضًا، غادروا أمس العاصمة اليمنية صنعاء متجهين إلى الرياض في محاولة أخيرة لتعديل المبادرة الخليجية إلى الصيغة التي تبقي عبدالله صالح رئيسًا فخريًّا إلى حين إجراء انتخابات رئاسية في سبتمبر من العام 2013م. من جهته حذّر مجلس الأمن الدولي أمس من «التدهور الخطير» للوضع الأمني والإنساني في اليمن، مطالبًا جميع الأطراف برفض العنف فيما حثها على بدء مرحلة انتقالية تستجيب ل»تطلعات التغيير» التي يرغب فيها الشعب اليمني، وفي البيان الصحفي الصادر في ختام جلسة المشاورات المغلقة التي عقدها المجلس الثلاثاء، قال السفير الهندي هارديب سينغ، الذي يرأس مجلس الأمن للشهر الحالي ونشره موقع أنباء الأممالمتحدة: إن ممثلي الدول الأعضاء استمعوا إلى إفادة «تقرير» مبعوث المجلس إلى اليمن، جمال بن عمر المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، حول الأوضاع التي تمر بها اليمن. وأضاف البيان «مجلس الأمن يبدي قلقه الشديد إزاء التدهور الخطير للوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن، وتدهور الوضع الأمني وتهديد القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، ودعا أعضاء المجلس في بيانهم «جميع الأطراف» بالمضي قُدمًا «بشكل عاجل ومنظم» نحو «عملية انتقالية يقودها اليمنيون أنفسهم، وتستجيب لاحتياجات وتطلعات التغيير للشعب اليمني». إلى ذلك عبر الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك المعارض في اليمن، محمد قحطان عن شكره وتقديره للتطور الإيجابي النسبي للمواقف الدولية الأخيرة، ودعا قحطان في بيان صحفي أمس الأشقاء إلى اتخاذ مواقف أكثر إيجابيه تجاه ثورة الشعب السلمية وتطلعات الشعب اليمني في التغيير. وشهدت المواقف الدولية تطورًا لافتًا خلال اليومين الماضيين إزاء الحالة اليمنية، بعد جمود سياسي دام لأكثر من شهرين، منذ حادثة الرئاسة التي أصيب فيها صالح وعدد من كبار قيادات الدولة نقلوا على إثرها إلى السعودية لتلقي العلاج. من جهة أخرى قال مصدر قبلي، إن قياديًّا بارزًا للعناصر المسلحة «أنصار الشريعة» المفترض انتمائها لتنظيم القاعدة في اليمن، قتل مساء الثلاثاء برصاص مسلحين قبليين في مدينة مودية بمحافظة أبين جنوب البلاد، وأضاف المصدر إن ياسر حسين فضل شليل لقي مصرعه بعد صلاة مغرب الثلاثاء في سوق القات بمدينة مودية التي طهرتها القبائل المسلحة بعد أن أعلنت انضمامها إلى القتال في صفوف ألوية الجيش اليمني ضد جماعات متطرفة حاولت السيطرة على محافظة أبين. ودخلت القبائل خط القتال مع قوات الجيش ضد جماعات متطرفة تطلق على نفسها «أنصار الشريعة» وهو ما أسفر عن تطهير العديد من مدن ومناطق المحافظة وإجبار العشرات من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن على تسليم أنفسهم وإلقاء السلاح في مدن المحافظة غير أن هناك آخرين فروا من مدينة زنجبار يحاولون الانتشار في بعض المناطق مثل مودية ولودر. إلى ذلك، قال محافظ محافظة تعز حمود الصوفي أمس إن السلطة المحلية وقعت مع جميع الاطراف بالمحافظة الممثلة للسلطة والمعارضة اليمنية على وثيقة تهدئة لانهاء الاقتتال والمظاهر المسلحة في مدينة تعز، وذكر الصوفي في بيان صحفي أن وثيقة التهدئة التى وقعت امس سيتم من خلالها سحب جميع المظاهر المسلحة من المدينة وإخلاء المكاتب الحكومية من المسلحين، وإعادة ممتلكاتها واحترام ممارسات العمل السلمي في ظل حماية الامن واعادة القيم المدنية للمحافظة.