نفت حركة طالبان الباكستانية أمس الأحد، مسؤوليتها عن التفجير المزدوج الذي أدّى إلى مقتل 39 شخصا واصابة العشرات مساء أمس الأول في حي تجاري في بيشاور (شمال غرب). ووقع الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية منذ العملية الأمريكية التي أدّت إلى مقتل أسامة بن لادن في باكستان مطلع مايو، قرابة الساعة 23,30 في حي سوق خيبر الذي يضم فندقًا ومحالًا ومساكن طلابية. وانفجرت القنبلتان بفارق أربع دقائق وكانت الثانية أعنف من الأولى. وانفجرت القنبلة الأولى عند نحو الساعة 11,30 مساء بالتوقيت المحلي السبت، مما أدّى إلى تجمع المارين وحضور خدمات الطوارئ، فانفجرت القنبلة الثانية الأكثر قوة والتي يعتقد أن منفذها انتحاري وسمع دوي الانفجار على بعد كيلومترات. وصرّح رئيس الشرطة المحلية إعجاز خان أن «عدد القتلى 39 في الانفجارين». وأضاف: إن أربع دقائق فقط فصلت بين الانفجارين. وقال: إن «الانفجار الأول كان صغيرًا إلا أن الناس تجمعوا قرب موقع الانفجار، فانفجرت القنبلة الثانية التي كانت أقوى بكثير». وبين القتلى صحافيان يعملان في صحيفتي «باكستان توداي» و»ذي نيوز» اللتين تصدران باللغة الأنجليزية. وأكّد عبدالحميد أفريدي رئيس الأطباء في مستشفى «ليدي ريدنغز» الرئيسي في بيشاور، عدد القتلى. وقال: إنه تم نقل 108 جرحى إلى المستشفى ليل الجمعة السبت، وأُدخل 47 منهم إلى المستشفى للعلاج. ونفت طالبان باكستان التي توعدت بالثأر لمقتل بن لادن، بأنها وراء التفجيرين وأكّدت أنها تستهدف فقط الحكومة والجيش. وقال إحسان الله إحسان المتحدث باسم طالبان باكستان في اتصال هاتفي «لم ننفذ هذا الهجوم في بيشاور. إنه محاولة من أجهزة الاستخبارات الأجنبية لتلطيخ سمعتنا». وأضاف «لا نستهدف الأبرياء. هدفنا واضح سنهاجم قوات الأمن والحكومة وكل من يدعمها». وقتل أكثر من أربعة آلاف شخص في باكستان في اعتداءات نسبت إلى طالبان وشبكات متطرفة منذ الهجوم الذي شنته القوات الحكومية على مسجد في إسلام آباد في 2007. وأدّى التفجير في بيشاور إلى إلحاق أضرار جسيمة بستة متاجر وفندق. وتناثرت الأشلاء البشرية وأنقاض الأثاث من الفندق. وصرّح شوكت مالك رئيس فريق تفكيك المتفجرات: «تم تفجير القنبلة الأولى بأداة تفجير عن بعد، وقد زرعت في مرحاض في الفندق، بينما فجر انتحاري كان يركب دراجة نفسه بالقرب من الفندق». وقال «عثرنا على رأس المفجر وأجزاء من جسده في موقع الهجوم». وعرض التلفزيون صورًا لعربات إسعاف تهرع إلى الموقع وتحمل الجرحى وجثث القتلى. وقال الصحافي سيف الله محسود: «كنت أركن سيارتي بالقرب من الفندق عندما وقع الانفجار الأول. وهرعت إلى الفندق للاطلاع على طبيعة الانفجار عندما حدث الانفجار الثالني». وأضاف محسود الذي أُصيب في رأسه وساقيه، أنه يذكر أنه طار في الهواء من قوة الانفجار قبل أن يفقد الوعي. وقال محمد هاشم المصور في تلفزيون محلي، أنه كان يتناول الشاي بعد العشاء عندما وقع الانفجاران. وتابع هاشم الذي أُصيب في رأسه وصدره: «ركضت باتجاه الفندق بعد الانفجار الأول، وعند ذلك شاهدت كتلة كبيرة من النار تبعها انفجار آخر». وتأتي موجة العنف بعد وقت قصير من دعوة الرئيس الأفغاني حميد كرزاي باكستان إلى القضاء على مخابئ المسلحين. وعقد كرزاي ومجموعة من كبار مساعديه اجتماعات في إسلام أباد استمرت يومين عقب مقتل بن لادن ركّزت على دعوات الولاياتالمتحدة إلى التوصل إلى تسوية سلمية في أفغانستان.