نفذت مساء أمس في عاليه مسيرة سلمية وإضاءة شموع، بمشاركة نحو مئتي شخص استنكاراً لاختطاف النائب السابق للرئيس السوري الراحل أمين الحافظ وأحد مؤسسي حزب «البعث العربي الاشتراكي» الكاتب والمفكر شبلي العيسمي (مواليد السويداء عام 1925). وشارك في المسيرة التي انطلقت من أمام مركز «الرسالة الاجتماعية» في المدينة في منطقة رأس الجبل، عضو «جبهة النضال الوطني» النائب أكرم شهيب، وممثلون عن رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان، وعن حزب التوحيد العربي وشخصيات. وسلكت المسيرة الطريق التي كان يسلكها العيسمي خلال ممارسة رياضة المشي قبل اختفائه في 24 أيار (مايو) الماضي، ورفعت صوره ولافتات منددة بخطفه ومطالبة بالإفراج عنه. وألقت كريمته رجاء العيسمي شرف الدين كلمة أكدت فيها أن العيسمي «يؤمن بوحدة وطننا العربي، بوحدة مصيره ومستقبله، بأن لهذه الأمة العربية كل المقومات لتكون من أرقى الأمم، وأكثرها تقدماً. لقد آمن بالاشتراكية، فاعتبر أن على كل الفئات الاجتماعية أن تتعاون في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية». وأضافت: «شبلي العيسمي خطف ظلماً منذ ثمانية عشر يوماً، في وضحِ النهارِ، وبعد خمسة أيام من وصوله الى لبنان، من قلب هذا الجبل الأشم، من عاليه. لا أعرف بأي لغة أناشد خاطفيه، فلا أملك سوى لغة الحق والمحبة، وهي الباقية عند الله تعالى، فلغة الشر والإجرام لم يربنا عليها شبلي العيسمي، هذا الرمز العربي الذي اختطف من بين أهله، ولم يعرفوا أنهم خطفوا الحق والقيم الإنسانية والخير. إننا نعيد التأكيد على مطالبتنا بعودة شبلي العيسمي سالماً، كونه رمزاً نضالياً، أخلاقياً وإنسانياً ويشهد بذلك خصومه قبل أصدقائه». ورأت أن «المماطلة والإهمال مرفوضان في هذه القضية لأنها إنسانية بحتة»، واعتبرت أن «الجهة التي خطفته أياً كانت، أخطأت في تقديرها، لأنه اعتكف عن ممارسة العمل السياسي منذ عام 1992، والإفراج عنه فوراً هو لمصلحتها قبل مصلحتنا لأنه يعبر عن خطوة حضارية وإنسانية. وكونه مواطناً سورياً عربي الانتماء، فإنّنا نطالب الدولتين اللبنانية والسورية بكل أجهزتهما الأمنية والقضائية، بالعمل بسرعة وبجدية على كشف مصيره، وتحديد الجهة المسؤولة عن اختطافه، والعمل على إعادته سالماً معافى». وألقى شهيب كلمة قال فيها: «نأمل خيراً، وثقتنا كبيرة بالاجهزة الامنية اللبنانية وهي تسلمت هذا الملف، وإن شاء الله نصل الى نتيجة، وإلا هذه القضية ستبقى حية»، ولفت إلى «اننا سنتحرك على كل المستويات السياسية في البلد من اجل الوصول الى معرفة حقيقة ما جرى».