لم يكن هناك جديد بأن يكون حضور فريقي الهلال والاتحاد هادئاً مع المباريات الأولى لهما في دوري زين السعودي، واستطاعا بفضل الثقة والإمكانات المتوافرة أن يواصلا حصد النقاط الكاملة، لذلك جاء فوز فريق الهلال العريض بخمسة أهداف في مقابل هدف على فريق الفيصلي وفي شوط المباراة الثاني ليؤكد فارق الإمكانات ما بين الفريقين، وكان الاتحاد سجل فوزه على نجران بهدفين في مقابل لا شيء، سجلت مناصفة على الشوطين، وفي بريدة كانت السرعة سمة مباراة الرائد والوحدة، وهو ما جعل الفريقين يتبادلا نتيجة المباراة إلى أن جاءت النهاية لمصلحة الرائد، الفريق الأكثر سيطرة والأكثر رغبة لتحقيق الفوز، واستطاع تسجيل ثلاثة أهداف في مقابل هدفين للوحدة. بدلاء الهلال حسموا الموقف الفارق الفني والمهاري أجبر لاعبي الفيصلي ومدربهم على التراجع المكثف لمناطقهم الدفاعية من أجل سد كل المنافذ أمام لاعبي الهلال، لذلك «عجز» لاعبو الهلال عن فك هذا التكتل الدفاعي، الذي أجاد فيه مدافعو الفيصلي وأمامهم خماسي الوسط من محاصرة رأس حربة الهلال المحياني وخلفه الوسط الهجومي ويلهامسون والشلهوب والدوسري، وهذا ما جعل لاعبي الهلال يبحثون عن التسديد من مسافات بعيدة كانت الخطورة من قدم رادوي، خلافاً لذلك لم يكن للخطورة حضور على حارس الفيصلي سلطان الظاهري، معاناة لاعبي الهلال جعلت مدربهم يبدأ الحصة الثانية من المباراة بزج ياسر القحطاني واحمد الفريدي على حساب الدوسري ومحور الارتكاز عبداللطيف الغنام، هذان التبديلان ساهما بتحرر الشلهوب أولاً وزيادة الضغط على وسط ودفاع الفيصلي ثانياً، وكان للهلال ما أراد حينما سجل راودي الهدف الأول (59) من تسديدة بعيدة وجد نفسه مهيئاً للتسديد في ظل تفرغ لاعبي الفيصلي لمراقبة ياسر والمحياني والفريدي والشلهوب، وكانت صدمة هدف الهلال مؤثرة على لاعبي الفيصلي بشكل كبير حينما «فشلوا» في تقبلها ومعاودة تنظيم صفوفهم، لذلك تقبلوا هدفين سريعين (62و64) من ياسر وويلهامسون، تعتبر المباراة بشكل كبير حسمت في هذه الدقائق وان كان الأمل في التقليص عاد للفيصلي بهدف أول (65) من وائل عيان، إلا أن النهاية كانت قاسية على الفيصلي وياسر القحطاني يضيف هدفين (86و89) نتيجة الارتباك وضعف المخزون اللياقي لدى لاعبي الفيصلي، وعدم وجود بدلاء يحافظون على توازن الفريق في وسط ودفاع الفريق. الاتحاد بخطوات هادئة ينتصر احتاج فريق الاتحاد إلى تسجيل هدف أول في مرمى نجران حتى يبتعد لاعبوه عن «التسرع» في بناء الهجمات العديدة على مرمى الجابري، «التسرع» الذي أبطل فورة العديد من الكرات، سواء من أطراف الملعب، أو من الكرات التي تصل للهزازي وزياييه، وعلى رغم تأخر الاتحاد في التسجيل مع مرور الدقيقة (36)، إلا أن الثقة في النفس وفي الإمكانات جعلت الفريق يسيّر المباراة كيفما يشاء، وهو ما جعل هزازي يسجل الهدف الثاني في مطلع الشوط الثاني (53) تسبب هذا الهدف في إحباط لاعبي نجران واستسلامهم للاتحاد، الذي ضيع لاعبوه العديد من فرص التسجيل كما حدث مع رأسية الهزازي التي أخفق في تسجيلها على رغم سهولة المهمة، ولعب الاتحاد بقية الشوط الثاني برتم متوسط، وكأنه ينتظر المباراة المقبلة أمام ضيفه الحزم، التي تهمه كثيراً قبل فترة التوقف لدوري زين السعودي. الرائد «تسرّع» فوجد صدمة الهدفين على رغم تقدم فريق الرائد بهدف باكر (16) من أقدام محسن القرني، إلا أن لاعبيه لم يحسنوا التعامل مع خطورة فريق الوحدة المتمثلة في هدافه مهند عسيري، فالبداية الهجومية والضغط القوي لفريق الرائد نتج منه هدف القرني، لذلك كان من الأولى التعامل باحترافية عقب هذا الهدف، سواء في الضغط على وسط الوحدة أو في التراجع لغلق المساحات الدفاعية، ومن ثم عمل كرات مرتدة بفضل سرعة صلاح الدين عقال وموسى الشمري، ولكن اندفاع و«تسرع» لاعبي الرائد وبحثهم عن هدف تعزيز ثان، منح الوحدة فرصتين سجلهما مهند عسيري(36و49)، واحتاج لاعبو الرائد إلى إعادة تنظيم صفوفهم لوقت طويل حتى بدأوا في بناء هجمات منظمة وسريعة «أربكت» دفاع الوحدة كثيراً و«أزعجت» حارس المرمى الوحداوي، وكان نجاح لاعبي الرائد في هز الشباك الوحداوية أتى نتيجة لعوامل عدة يأتي أهمها الرغبة الكبيرة من لاعبي الرائد وقوة المخزون اللياقي، وفوارق المهارة والسرعة لديهم، لذلك جاء هدف التعديل(80) من رأسية أقدار، وبحث لاعبو الرائد عن استغلال الحالة «المتردية» التي كان يعانيها لاعبو الوحدة من دفاع ووسط وهجوم، وبحثهم فقط عن الخروج بنتيجة التعادل في ظل «تقوقعهم» في مناطقهم الدفاعية، حتى جاءت كرة مشتركة استغلها موسى الشمري (92) وسجل هدف التقدم، الذي أعطى الفريق نقاط المباراة كاملة، وجاء هذا الفوز ليترجم أحقية الرائد بالفوز نتيجة للعطاء الفني القوي والمجهود المضاعف الذي كان عليه لاعبو الرائد.