قال الدكتور نبيل العربي، وزير خارجية مصر، ان استقرار سورية جزء من الأمن القومي العربي، وتمنى أن تقدم الحكومة السورية مبادرة تتجاوب مع طلب الشعب الديموقراطية والإصلاح والتغيير. وكشف الوزير في تصريحات خاصة الى «الحياة» عن سعي مصري لترسل الدول الغربية الكبرى مبعوثاً عنها الى سورية، مثل أحد وزراء خارجيتها، للتفاوض على مخرج من الأزمة، ولوقف مشروع قرار قوي ضد سورية تحاول الدول الغربية إقراره في مجلس الأمن الدولي في وجه معارضة أو تحفظات من روسيا والصين. وقال الدكتور العربي ان الجانب المصري يُقلل من التصريحات إلا أنه يعمل جهده من وراء الستار، ويتمنى أن تكون الإصلاحات السورية جدية وأن يبدأ تنفيذها فوراً وضمن جدول زمني تلبية لمطالب الثورة الشعبية. وسألت «الحياة» الوزير عن استئناف العلاقات الديبلوماسية مع إيران، وقلق بعض دول الخليج من انعكاس مثل هذه العلاقة على أمنها، فقال: «ان أمن الخليج من امننا، وكنت قلت ان أمن الخليج خط أحمر، وقال رئيس الوزراء عصام شرف ان هذا الأمن حائط أحمر». وقال الوزير ان ليس صحيحاً ان العلاقات الديبلوماسية كانت مقطوعة، فقد كان هناك مكتب رعاية مصالح يديره ديبلوماسي برتبة سفير لكل من البلدين في البلد الآخر، أما الآن فمشروع استئناف العلاقات الديبلوماسية سيُترك إقراره للبرلمان المصري المقبل، أي خلال ثلاثة شهور. وقال الدكتور العربي انه اجتمع مع وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي على هامش مؤتمر عدم الانحياز في جاكرتا قبل نحو أسبوعين، وتجاوزت مصر مشكلة اسم الشارع (الإسلامبولي) في طهران، و»موقفنا ان إيران ليست عدوة لمصر». وشدد على ان العلاقات مع دول الخليج كلها جيدة، وتحدث تحديداً عن العلاقات مع المملكة العربية السعودية والكويت وقطر، وقال ان الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، نقل رسائل عدة من الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى الحكومة المصرية، وأن رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف والدكتور العربي زارا السعودية واجتمعا مع الملك وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز وكبار المسؤولين الآخرين، وبحثوا جميعاً في العلاقات الثنائية، وهي جيدة تتسم بالتعاون والتنسيق، والعلاقات العربية. وقال الوزير ان علاقات مصر الخارجية طيبة مع جميع دول العالم، ومنها دول حوض النيل، والتعاون معها إيجابي ومستمر بما يخدم المصالح المشتركة، ومن دون حساسيات. وتحدث الدكتور العربي عن القضية الفلسطينية والمصالحة وفرص السلام، فهو من أبرز المسؤولين المصريين وأقدمهم خبرة في التفاوض مع إسرائيل، ثم انه حقوقي دولي. وقال الوزير ان المصالحة بين «فتح» و «حماس» مهمة جداً، وقد عمل لها اللواء عمر سليمان، وزير الاستخبارات السابق، وتحققت أخيراً، ربما لأن «حماس» مطمئنة الى ان الحكومة المصرية الحالية لا تقبل معاداتها. وسألت «الحياة» الوزير عن رفض إسرائيل المصالحة لأن «حماس» لا تعترف بإسرائيل، وهو قال ان «حماس» لا تفاوض إسرائيل، وإنما بدأت المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية على أساس اعتراف متبادل وهذا موقف حكومة الرئيس محمود عباس. وشدد على اهمية عقد مؤتمر دولي، برعاية الأممالمتحدة أو الولاياتالمتحدة لإطلاق العملية السلمية، ولم يبدُ متفائلاً كثيراً بإمكانات نجاح المؤتمر الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وهو لاحظ ان جميع الاتفاقات السابقة مع إسرائيل عُقدت من طريق مؤتمرات دولية، والمطلوب الآن إدارة النزاع للوصول الى حل النزاع. وقال ان لا بد من العمل لكسر المحاولات المستمرة لكسب الوقت، وهذا لا يتوافر إلا من طريق مؤتمر دولي له جدول أعمال محدد ومتفق عليه، مع ربط التنفيذ بجدول زمني حتى لا تبقى المفاوضات مفتوحة الى الأبد. وشملت الجلسة مع الدكتور العربي في مكتبه في القاهرة مراجعة لمؤتمرات السلام السابقة ورأيه القانوني فيها، وهو لا بد من ان يكون في قلب الجانب العربي في أي مؤتمر جديد بعدما ينتقل الى جامعة الدول العربية أميناً عاماً في أول الشهر المقبل.