أكد وزير الخارجية المصري السيد محمد العرابي أن مصر تمر بمرحلة دقيقة ، مشيراً إلى إمكانية تحقيقها نمواً غير مسبوق متى ما خرجت منها بسلام ، وأقر بوجود مشاكل داخلية تمنى زوالها قريباً ، وأبدى رضاه عن الوضع الأمني الذي يشهد تحسناً تدريجياً والذي يراه أفضل من كثير من الدول التي تشهد استقراراً سياسياً ، وعبر الوزير المصري خلال مؤتمر صحافي في جدة امس عن سعادته بنتائج اللقاء الذي عقده مع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. وقال الوزير المصري "سررت باستقبال سمو الأمير سعود الفيصل لي في المطار والتقيت به في اجتماع ثنائي بمكتب سموه في جدة ونقلت لسموه شكر وتقدير القيادة المصرية لدعم المملكة الكبير ووقوفها ومساندتها المستمرة لجمهورية مصر". وعبر الوزير المصري عن سعادته الغامرة بتأكيد سمو الأمير سعود الفيصل جاهزية المملكة لدعم مصر والوقوف معها دون أن تطلب وحرص المملكة الكبير على استقرار الأوضاع في مصر، لتبقى مصر مستقرة قوية. وقال إن ما تحقق من نتائج وما لمسه من مشاعر ودية من سمو وزير الخارجية يعكس مكانة مصر لدى قيادة المملكة وحرصها على استقرار مصر ، منوهاً إلى أن زيارته للمملكة تأتي كأول زيارة يقوم بها خارج مصر تقديراً لمكانة المملكة ودورها الإقليمي والدولي. العلاقة مع إيران ليست على حساب دول الخليج ولا على أمن وعروبة مصر وأشار إلى مجمل القضايا التي تناولها في لقائه مع سمو وزير الخارجية التي تناولت العلاقات الثنائية والوضع على المستوى العربي والدولي، ولفت الوزير المصري إلى مناقشة كثير من القضايا التي تمس العلاقات الثنائية وأوضاع المصريين في المملكة والاستثمارات السعودية في مصر واعداً بالتعامل الفوري مع أي شكوى للمستثمرين السعوديين. مبيناً أن الكثير من النتائج الإيجابية ستتحقق كثمرة لهذا اللقاء، وأبدى الوزير المصري قلق مصر من الأوضاع في ليبيا التي تربطها حدود مباشرة معها، وحساسية الوضع الليبي نتيجة الحرب الدائرة بين المعارضة والحكومة مؤكداً رفض الحل العسكري، وقال الوزير المصري إن أي خلل استراتيجي سيؤثر على مصر، مذكراً بوجود مليون مصري يعملون في ليبيا وعودة 300 ألف مصري من ليبيا، وقلل الوزير المصري من تأثير العلاقة المصرية الإيرانية على علاقة مصر بدول الخليج؛ معيداً ذلك إلى وجود علاقات جيدة لدول الخليج مع إيران، وأكد الوزير المصري أن العلاقة مع إيران لن تكون على حساب العلاقة مع دول الخليج والعالم العربي ولا على أمن وعروبة مصر. وأبدى تفاؤله من مسار المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، لافتاً إلى تلقيه اتصالا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي نقل شكره لدور مصر في رعاية المصالحة. وأمَل الوزير المصري أن تتكلل الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية بالنجاح لأن لا خيار آخر أمام الفلسطينيين. وأبدى الوزير المصري استغرابه من الإشارات المتناقضة التي تصدر من الخارجية الأمريكية تجاه الحوار مع بعض القوى السياسية في مصر وخصوصاً مع الاخوان المسلمين. وشدد الوزير المصري على استقلالية القرار المصري والندية في العلاقة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وعدم قبولهم الإملاءات من أحد. وعرج بعد ذلك إلى قضايا داخلية تناولت سعي الحكومة المصرية لاسترداد أموال مصرية من الخارج تم تهريبها خارج مصر ، مؤكداً أنها مبالغ كبيرة ولكن استعادتها تحتاج وقتا. وأشار إلى تشكيل هيئة لرعاية المصريين ستفعل لحل مشاكل المصريين. وكشف الوزير المصري عن الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية لمشاركة المصريين في الخارج في الانتخابات البرلمانية موضحاً أن القرار لم يتخذ بعد. وكان وزير الخارجية المصري قد عقد مؤتمراً صحفياً في مقر القنصلية المصرية بجدة بعد لقائه سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ظهر أمس، وغادر الوزير المصري إلى أبو ظبي للالتحاق برئيس الحكومة المصرية الذي يقوم بجولة خليجية تشمل الإمارات العربية المتحدة والبحرين.