القدس المحتلة - ا ف ب - قالت مجموعة من كبار المسؤولين والديبلوماسيين السابقين، في رسالة نشرت اول من امس، إن السلام الدائم بين اسرائيل والفلسطينيين لا يمكن ان يتحقق ما لم تشارك فيه حركة «حماس». وحذرت 24 شخصية ديبلوماسية في الرسالة الموجهة الى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، من خطر رفض اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي أُبرم اخيراً بهدف إنهاء العداء بين حركتي «فتح» و «حماس». ووصفت اسرائيل اتفاق المصالحة ب «الانتصار العظيم للإرهاب»، كما وصفه الرئيس باراك اوباما ب «العائق الضخم امام السلام». إلا أن الرسالة قالت إن السلام الدائم لن يتحقق الا بقيادة فلسطينية موحدة، الامر الذي يجعل المصالحة «شرطاً مسبقاً» لإنهاء الصراع. وجاء في الرسالة ان «المصالحة... شرط مسبق لتحقيق حل الدولتين، وليست عائقاً أمامه»، في انتقاد واضح لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي طالب حركة «فتح» والرئيس محمود عباس بالاختيار ما بين السلام مع اسرائيل او السلام مع «حماس». وحذرت الرسالة من ان «الطلب من فتح الاختيار ما بين السلام مع حماس او صنع السلام مع اسرائيل يقدم خياراً زائفاً، فالسلام الدائم مع اسرائيل لن يكون ممكناً الا اذا شاركت فيه حماس». وأضاف الموقعون على الرسالة: «بوصفنا زعماء دوليين ومفاوضي سلام سابقين، تعلمنا بأنفسنا بأن تحقيق سلام دائم يتطلب نهجاً شمولياً». وبموجب اتفاق المصالحة، ستعمل «حماس» و «فتح» معاً على تشكيل حكومة انتقالية مؤلفة من شخصيات مستقلة سياسياً الى حين اجراء انتخابات تشريعية ورئيسية في غضون عام واحد. وأضافت الرسالة، أن من «الحتمي» ان تقوم واشنطن وبروكسل «بالتعامل بشكل بناء مع الحكومة الانتقالية، وكذلك مع القيادة الفلسطينية التي ستنتجها انتخابات العام المقبل». وأكدت الرسالة ان عدم القيام بذلك ستكون له عواقب بعيدة الامد. كما حذرت من تكرار اخطاء الماضي، واستذكرت قراراً اتخذته واشنطن وبروكسل لمقاطعة «حماس» سياسياً ومالياً بعد ان فازت في الانتخابات التشريعية عام 2006، وقالت: «بالنظر الى الوراء، فإن هذه السياسات شكلت نكسة لعملية السلام». وحذرت الرسالة من انه «اذا قوضت المصالحة، فإنها ستدفع بالصراع الفلسطيني - الاسرائيلي الى طريق مسدود اكثر، تكون له عواقب وخيمة على جميع الاطراف وعلى المجتمع الدولي». وقالت إن المصالحة لا تشكل تهديداً لإسرائيل، بل انها يمكن ان تعزز أمنها من طريق المساعدة في «ترسيخ وقف لاطلاق النار» على طول الحدود مع غزة، وحتى المساعدة في ضمان الافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليط، الاسير في غزة منذ عام 2006. ومن بين الموقعين على الرسالة اربعة وزراء خارجية سابقين في الاتحاد الاوروبي، منهم الايطالي ماسيمو داليما، والدنماركي بول راسموسن، و11 وزير خارجية سابقاً، منهم الفرنسي هوبير فيدرين، والأسترالي غاريث ايفانز. كما وقّعها كلٌّ من وزير الخارجية الاسرائيلي السابق شلومو بن عامي، والسياسية الفلسطينية حنان عشرواي.