طلب الجيش المصري من الرئيس عبدالفتاح السيسي تمديد العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، لما بعد المهلة التي كان منحها للقوات المسلحة لتطهير سيناء من الإرهاب، والتي تنتهي آخر الشهر الجاري، بعدما كشف الجيش عن «بنية تحتية» متقدمة للجماعات الإرهابية في المنطقة، خلال المرحلة الأولى من العملية العسكرية، في وقت كشف رئيس أركان الجيش الفريق محمد فريد في تصريحات نادرة عن حجم القوات المشاركة في الحرب على الإرهاب، والتي بلغت أكثر من 120 ألف جندي من الجيش والشرطة، غالبيتهم في شبه جزيرة سيناء، ما يدل على أن شمال سيناء ووسطها ما زالا يمثلان أكبر تحدٍ أمني في مصر على رغم الأوضاع المتوترة على الحدود الغربية. وافتتح السيسي أول من أمس، مقر القيادة العسكرية الموحدة لمكافحة الإرهاب في سيناء، التي تضم مركز عمليات بُني تحت الأرض ب 27 متراً، خشية استهدافه. وفي لافتة ذات دلالة، أذاع التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس كلمة فريد التي استعرض فيها أمام الرئيس ووزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي تفاصيل العملية العسكرية، في وقت طلب السيسي من حكومته الإسراع في تنمية سيناء، في غضون السنوات الأربع المقبلة. وبدا أن السيسي يريد استباق خطط إقليمية في هذا الصدد، إذ خاطب رئيس وزرائه وقادة الجيش والشعب قائلاً: «تنمية سيناء الآن أمن قومي مصري»، وظل يُكررها 4 مرات. وقال لوزير الإسكان مصطفى مدبولي: «هذا الأمر لا يُمكن الانتظار فيه». وشدد على أن مصر «لن تُفرط في سيناء لأي جهة، لكن هذا الأمر لا يكون بالقوة، وإنما بالتعمير والتنمية». وظهر من كلمة السيسي ورئيس أركان الجيش أن أجهزة جمع المعلومات لم تكن تتوقع حجم بنية الإرهاب في شمال سيناء ووسطها، إذ قال السيسي إن بنية الإرهاب تمت على مدار 15 سنة في مصر، من خلال ترتيب مُجهز لإضاعة البلد، موضحاً أن أجهزة كشف المعلومات تُفاجأ «بتطورات جديدة في بنية الإرهاب لم تكن تعرفه». وأضاف: «في الشهور الأخيرة اتضح لنا أن حجم البنية الموجودة كان ضخماً جداً». أما رئيس أركان الجيش، فطلب من السيسي التمديد للعملية العسكرية للقضاء تماماً على الإرهاب. وكان السيسي كلف فريد في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) بتطهير سيناء من الإرهاب في غضون 3 شهور، لكن رئيس أركان الجيش أوضح للرئيس في كلمته خلال افتتاح المقر في سيناء أن العناصر الإرهابية نفذت العديد من التجهيزات الهندسية تحت الأرض ولها مخازن تحتوي على الكثير من العبوات الناسفة شديدة الانفجار. وأوضح أن الجيش يواجه العناصر الإرهابية في تلك الفترة في مناطق سكنية، ما يصعب المهمة، «لذا استأذن في السماح بأن تمتد العملية لأكثر من المهلة التي تم تحديدها، كي نطمئن إلى أن سيناء تم تطهيرها تماماً». وأشار إلى أن فتح قنوات اتصال مع الدول الشقيقة والصديقة لتبادل المعلومات المتصلة بحركة العناصر الإرهابية ونشاطها، وإعداد قوائم بالمطلوبين أمنياً للتعامل الفوري معها، ودقة فحص العائدين من بؤر ومناطق الصراعات لضبط المتطرفين حال عودتهم من مناطق الصراعات أو المتورطين في ارتكاب عمليات عدائية قبل فرارهم. وقال فريد إن «أكثر من 120 ألف مقاتل من الجيش والشرطة يشاركون في العملية العسكرية الشاملة سيناء 2018، في سيناء والظهير الصحراوي للوادي والدلتا». واستعرض حجم القوات وتسليحها في مختلف المناطق العسكرية بالتفصيل، ليتضح أن غالبيتها تتواجد في شبه جزيرة سيناء، وتحديداً في شمالها ووسطها. وقال إنه «تم حشد حجم قوات وذخائر وأسلحة تتناسب مع تنفيذ المهمة، بإجمالي 127 كتيبة برية تضم 60 ألف مقاتل و3000 معدة ومركبة من أنواع مختلفة». وأشار فريد إلى أن حجم القوات البرية في سيناء وصل إلى 88 كتيبة بإجمالي 42 ألفاً و630 مقاتلاً و800 مركبة، وفي غرب مصر 15 كتيبة تضم 5 آلاف و175 مقاتلاً و150 مركبة، وفي الجنوب 10 كتائب بإجمالي 4 آلاف 956 مقاتلاً و189 مركبة، وفي المنطقة المركزية تشارك 12 كتيبة ب6500 مقاتل و385 مركبة، وفي الشمال 6 كتائب تضم 3500 مقاتل و180 مركبة. وأوضح أن حجم القوات من الشرطة التي تشارك في العملية «سيناء 2018» بلغ 52 ألفاً و570 فرداً و2750 معدة. وأوضح، أن حجم القوات البحرية التي تؤمن مسرح العمليات في البحرين الأبيض والأحمر وصل إلى 4900 مقاتل و60 وحدة بحرية، والقوات الجوية تشارك ب355 طائرة من أنواع مختلفة منها 230 طائرة في سيناء، والدفاع الجوي يشارك ب15 كتيبة تضم 3100 مقاتل و295 معدة.