أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عقوبات اعتبرها «الأشمل» على كوريا الشمالية، فيما أجرت ابنته إيفانكا محادثات في سيول مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن الذي تستعد حكومته لإجراء مزيدٍ من محادثات السلام مع بيونغيانغ. وقال ترامب: «أُعلن فرض أضخم مجموعة من العقوبات الجديدة على نظام كوريا الشمالية». وتابع أن وزارة الخزانة «ستتخذ سريعاً إجراءات لقطع الموارد والوقود التي تستخدمها بيونغيانغ لتمويل برنامجها النووي وتعزيز جيشها». وأضاف أن هذا الإجراء يستهدف أكثر من «50 سفينة وشركة ملاحية وشركة تجارية تساعد كوريا الشمالية في التحايل على العقوبات». وأعلنت وزارة الخزانة أن هذا التدبير يطاول شخصاً واحداً و27 شركة و28 سفينة. وأتى الإعلان عن هذه العقوبات بعد ساعات على وصول إيفانكا ترامب إلى كوريا الجنوبية، حيث التقت مون في قصر الرئاسة، المعروف ب»البيت الأزرق». وستحضر ختام دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغتشانغ، والذي يحضره أيضاً الجنرال الكوري الشمالي كيم يونغ شول، المكلف الإشراف على العلاقات بين الكوريتين. وقالت إيفانكا لدى وصولها: «نحن سعداء جداً لحضور الألعاب الأولمبية الشتوية، ولتشجيع فريق الولاياتالمتحدة، وتأكيد التزامنا القوي والمستمر مع شعب كوريا الجنوبية». وأعلن البيت الأبيض أن ترامب طلب من ابنته الكبرى، وهي أيضاً من مستشاريه البارزين، السفر إلى بيونغتشانغ على رأس «وفد بارز». وأرسلت كوريا الشمالية وفداً يضم 7 أعضاء، برئاسة الجنرال شول، مع تأكيد مسؤولين في واشنطن وبيونغيانغ أن أي لقاء لن يحصل بين الجانبين. وأكد مسؤول في الرئاسة الكوري الجنوبية أن «مسارات الوفدين لن تلتقي في حفل الختام». في السياق ذاته، تظاهر حوالى 70 نائباً من حزب «حرية كوريا المعارضة المحافظة» أمام «البيت الأزرق»، مطالبين الرئيس بمنع زيارة الوفد الشمالي الذي يرأسه الجنرال شول. وقال زعيم تكتل الحزب في البرلمان كيم سونغ تاي إن «شول مجرم حرب شيطاني هاجم الجنوب، ويستحق الشنق في الشارع». وأضاف: «لا يمكننا قبول دعوة مجرم على هذه الدرجة من الفظاعة إلى ختام الألعاب الأولمبية». وعنونت صحيفة «شوسون البو» في افتتاحيتها، أن «الشمال أهان الجنوب عندما أرسل كيم يونغ شول». وأعلن ناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الشمالية أن «الحكومة تدرك المعارضة» التي تثيرها زيارة الجنرال شول، مستدركاً أنها ترى أنها تشكل «فرصة لتحسين العلاقات بين الكوريتين»، سعياً إلى تحقيق السلام، وطلبت تفهم الأمر. ويُعتقد بأن كيم يونغ شول تولى رئاسة المكتب العام للاستطلاع، الذي يدير العمليات الكورية الشمالية للتجسس، وأمر بإطلاق طوربيد على الطراد الكوري الجنوبي «شيونان» عام 2010، ما أسفر عن مقتل 46 بحاراً. وتنفي بيونغيانغ أي دور لها في إغراق السفينة. كما أوردت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اسمه في إطلاق صواريخ على جزيرة في العام ذاته، أدت الى مقتل 4 مدنيين وجرح اثنين. ولم يفرض مجلس الأمن عقوبات عليه، لكنه مُستهدف بتدابير أحادية أصدرتها سيول، ما يعني تجميد أصوله فيها.