بعد ساعات على فرض الولاياتالمتحدة عقوبات اعتبرتها «الأقسى» على كوريا الشمالية، لدفعها إلى التخلّي عن برنامجَيها النووي والصاروخي، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمناً بخيار عسكري، إذ تحدث عن «مرحلة ثانية» قد تكون «مؤسفة جداً بالنسبة إلى العالم»، ما لم تُثمر الإجراءات الجديدة. لكن نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف اعتبر أن «التطور السريع في شبه الجزيرة الكورية يحتاج إلى حوار روسي- أميركي فاعل». وأكد أن موسكو أرسلت دعوة لإجراء محادثات، إلى المبعوث الأميركي الخاص لكوريا الشمالية جوزيف يون، مجدداً الدعوة إلى حوار مباشر بين واشنطن وبيونغيانغ. وأشار ترامب إلى خيارات عسكرية دأبت إدارته على القول إنها ستبقى على الطاولة، بقوله: «إذا لم تُجد العقوبات نفعاً فسنُضطر للانتقال إلى المرحلة الثانية، وقد تكون قاسية جداً ومؤسفة جداً بالنسبة إلى العالم. لكن نأمل بأن تنجح العقوبات». وكانت وزارة الخزانة الأميركية أعلنت أنها فرضت عقوبات على كوريا الشمالية، تطاول شخصاً و27 شركة و28 سفينة. واقترحت الولاياتالمتحدة لائحة بأسماء كيانات لإدراجها في قائمة سوداء في عقوبات أخرى تفرضها الأممالمتحدة، في خطوة «تستهدف وقف نشاطات التهريب البحري غير المشروعة التي تمارسها كوريا الشمالية، للحصول على النفط وبيع الفحم». وتستهدف العقوبات الأميركية الجديدة شخصاً يحمل جواز سفر تايوانياً، إلى جانب شركات شحن وطاقة في بر الصين الرئيس، وفي هونغ كونغوتايوان وسنغافورة وجزر مارشال وتنزانيا وبنما وجزر القمر، أو مسجلة في هذه الدول أو ترفع علمها. وتشمل العقوبات الحجر على أصول شركات وأفراد في الولاياتالمتحدة، وتحظر على الأميركيين التعامل معها. ولم تستبعد وزارة الخزانة إمكان اعتلاء قوات أميركية سفناً كورية شمالية وتفتيشها. وأوضحت أن العقوبات هدفها عرقلة عمل شركات الشحن والتجارة والسفن الكورية الشمالية، وزيادة عزلة بيونغيانغ. وقال مسؤول في الإدارة الأميركية: «واضح أن الرئيس محبط وهو محق في ذلك، نتيجة الجهود التي فشلت في الماضي، وأيضاً نتيجة زيادة التجارب (الصاروخية) وما شهدناه من تقدّم في البرنامج (النووي) الكوري الشمالي». وتشديد العقوبات قد يشكل تهديداً للانفراج الأخير بين الكوريتين، والذي ظهر بمشاركة بيونغيانغ في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونغتشانغ في الشطر الجنوبي، فيما سلّمت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن دعوة إلى زيارة الدولة الستالينية. وعلى رغم ذلك، رحّبت سيول بالعقوبات الأميركية، معتبرة أنها «إنذار للمتاجرين مع كوريا الشمالية في شكل غير قانوني، وستدعم المجتمع الدولي لتنفيذ قرارات مجلس الأمن». واكد وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا أن بلاده تؤيّد العقوبات الجديدة، فيما أعلنت تايوان أنها على اتصال بالولاياتالمتحدة وستتحرى أمر مواطنيها وكياناتها التي يُشتبه في أنها تساعد بيونغيانغ، كما دعت شركاتها ومواطنيها إلى الامتناع عن انتهاك عقوبات الأممالمتحدة. وأعلنت إدارة ترامب العقوبات الجديدة، في وقت تزور إيفانكا، ابنة الرئيس الأميركي، كوريا الجنوبية، وجددت خلال عشاء مع مون تأكيد بلادها «التزام حملة ممارسة أقصى الضغوط لضمان نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية». وأكدت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز آن إيفانكا ستجلس على الأرجح بعيداً من الوفد الكوري الشمالي، خلال الحفل الختامي للألعاب الأولمبية اليوم. وأضافت: «لا اجتماعات مقررة أو أي اتصالات مع كوريا الشمالية». وأعربت عن أمل ب «تغيير من كوريا الشمالية للبدء بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي». وتابعت: «لن يرتكب الرئيس أخطاء الإدارة السابقة، بأن يكون ليناً أو ضعيفاً» إزاء بيونغيانغ.