أعلن الاتحاد الجزائري لكرة القدم «مناقصة» دولية لاختيار مدرب وصفه ب«العالمي» لخلافة المدرب المحلي عبدالحق بن شيخة المستقيل من منصبه في أعقاب رباعية المغرب لحساب تصفيات أمم أفريقيا، وذلك في أول رد فعل للاتحاد على ما بات يعرف محلياً ب«النكسة». وبرر الاتحاد الجزائري قراره المتخذ في اجتماع طارئ ب«توافر الأموال لجلب مدرب ذي سمعة عالمية قادر على استعادة الانتصارات» على أن يكون الهدف الرئيسي من التعاقد معه، على ما يبدو، هو «تأهيل الخضر إلى بطولة أفريقيا 2012 ومونديال 2014». وأوضح الاتحاد في بيان أنه «يأسف للخسارة غير المقبولة أمام المغرب»، مضيفاً أن «ذلك يأتي في وقت وفر فيه جميع الإمكانات للإعداد والتحضير الجيدين»، لكنه لم يشر بالنقد للمدرب المستقيل. وفيما يبدو أنه انتقاد ضمني للمدرب الأسبق رابح سعدان، قال الاتحاد في بيانه إن ما يعيشه المنتخب بسبب تضييع نقطتين كانتا في متناول اليد في أولى مبارياته في التصفيات أمام تنزانيا بالجزائر في أيلول (سبتمبر) الماضي. ويعزز هذه القرار خياران هما تأكيد استقالة المدرب ابن شيخة ورفض الاستعانة مجدداً بخدمات مدرب محلي حتى لو كان رابح ماجر الذي لا يبدو أنه سيعود ل«الخضر» في وجود روراوة على رأس الاتحاد لخلافات عميقة بينهما. ولم يسبق للجزائر أن استعانت بمدرب عالمي رغم البحبوحة المالية التي تعيشها، وكل من كانت تستعين به خارجياً لم يكن سوى مدربين مغمورين. كما دافع الاتحاد عن اللاعبين المحترفين، مؤكداً أنهم ضحوا بمستقبلهم وقدموا كل ما لديهم للمنتخب وهو رد صريح على الانتقادات العريضة التي طاولت هؤلاء اللاعبين ودعت إلى مراجعة سياسة الاعتماد على هؤلاء المحترفين طالما أن كثيراً منهم لم يقدم الإضافة، فضلاً عن أن غالبيتهم يلعب بأندية فرنسية مغمورة ويكد مستواهم لا يتعدى مستوى اللاعب المحلي إلا قليلاً أو يعادله أحياناً. لكن بيان الاتحاد أكد أن الجهاز الفني الجديد له كامل الحرية في الإبقاء على هؤلاء اللاعبين أو اختيار تشكيل جديد بما يتوافق والمرحلة الجديدة. ونفى مصدر قريب من الاتحاد ل«الحياة» أن يكون رئيس الهيئة الكروية طلب خدمات الفرنكوبوسني خاليلوفيتش أو الفرنسيين تروسييه ولوروا، مؤكداً أن طرح مناقصة دولية لاختيار مدرب ذي مواصفات عالمية دليل على أن هوية المدرب الجديد لم يفصل فيها بعد. في سياق متصل، نفى عزالدين آيت مدرب المنتخب الأولمبي أن يكون تلقى عرضاً لخلافة ابن شيخة مثلما تردد سابقاً. وقال المدرب الأسبق لسطيف والقبائل الموجود في جنوب أفريقيا للتحضير لمباراة الإياب أمام زامبيا في تصفيات أولمبياد لندن: «إن تدريب المنتخب الأول شرف لكل مدرب لكنني إلى الآن لم أتلقَ أي عرض بشأن هذا الأمر». وكانت تقارير صحافية قد أشارت إلى احتمال تولي آيت جودي مسؤولية تدريب المنتخب الأول لفترة موقتة إلى حين العثور على مدرب عالمي. وتواجه الجزائر في سبتمبر المقبل تنزانيا في دار السلام ضمن الجولة الخامسة للتصفيات الأفريقية المؤهلة لبطولة غينيا بيساو والغابون في 2012. وتحتاج الجزائر إلى معجزة حقيقية وخدمة أطراف أخرى، إذ عليها الفوز في مباراتيها المقبلتين (تنزانيا وأفريقيا الوسطى في الجزائر) مقابل تعادل المغرب في مباراتيه المقبلتين أيضاً (أفريقيا الوسطى في بانغي وتنزانيا في الرباط). وتتقاسم المغرب وأفريقيا الوسطى صدارة الترتيب بسبع نقاط، فيما تتذيل الجزائر المجموعة بأربع نقاط.