تشهد نقابة المهندسين في مصر منافسة محتدمة بين قوى الموالاة والمعارضة خلال انتخاباتها الداخلية التي أجريت مرحلتها الأولى أول من أمس، لاختيار رؤساء ومجالس النقابات الفرعية في العاصمة القاهرةوالمحافظات. وفيما أظهرت النتائج أمس تقارباً في ميزان القوى بين لائحة «في حب مصر»، التي تمثل الموالاة ويرأسها وزير النقل السابق هاني ضاحي من جهة، وبين لائحة «تيار الاستقلال» التي تمثل المعارضة ويرأسها المهندس طارق النبراوي من جهة أخرى، يُتوقع أن ترتفع حدة المنافسة بين اللائحتين في المرحلة الثانية للاقتراع الجمعة المقبل، والتي تضم انتخاب النقيب العام. وعادة ما تشهد الانتخابات النقابية في مصر تنافساً بين قوى موالية للسلطة وأخرى معارضة، وفيما حسمت قوى الموالاة المعركة الانتخابية في نقابة الصحافيين في آذار (مارس) من العام الماضي، واصلت قوى المعارضة سيطرتها على نقابة الأطباء في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وكان لافتاً خوض الناشط السياسي البارز أحمد ماهر، وهو أحد مؤسسي حركة شباب «6 أبريل» المحظورة والذي قضى عقوبة السجن لإدانته في قضية تظاهر من دون تصريح، الانتخابات النقابية للمهندسين للمرة الأولى، على رغم أنه ما زال يخضع للمراقبة الشرطية، وذلك ضمن لائحة «منظور جديد» التي ضمت عدداً من شباب المهندسين، غير أنها لم تكن ذا تأثير يُذكر. وخسر ماهر من الجولة الأولى. وكان الحزب «العربي الناصري» المعارض دعا في بيان بالتزامن مع العملية الانتخابية إلى المشاركة في انتخابات المهندسين لدعم لائحة «الاستقلال»، ما اعتبره الناطق باسم لائحة «في حب مصر» مؤمن شفيق، تداخلاً بين العمل السياسي والحزبي، وقال في بيان: «الاستقلال خالفت قانون تنظيم النقابات الذي يحظر ممارسة السياسة داخل النقابات». و «حب مصر» لائحة حديثة تخوض الانتخابات النقابية للمرة الأولى، وضمت بين مرشحيها أعداداً كبيرة لم يسبق لها خوض السباق النقابي، على خلاف لائحة «الاستقلال» التي تسيطر على المجلس الحالي ومقعد النقيب. وتفوقت لائحة «حب مصر» على «الاستقلال» في عدد مقاعد النقباء الفرعيين وفق المؤشرات الأولى، إذ حصدت 5 محافظات، في مقابل حسم «الاستقلال» ثلاثة. وتجرى انتخابات الإعادة بين القائمتين المتنافستين في محافظاتالقاهرة وأسيوط ودمياط والإسكندرية، علماً أن عضوين في تكتل «25–30» النيابي المعارض يخوضان جولة الإعادة ضمن لائحة «تيار الاستقلال»، هما: أحمد منصور ومحمد عبدالغني. في غضون ذلك، أكد وزير النقل المصري المهندس هشام عرفات تعاون الحكومة مع مجلس نقابة المهندسين المقبل أياً كان من يمثله، مشيراً في تصريحات على هامش الإدلاء بصوته في الاقتراع أول من أمس، إلى دور كبير للمجلس النقابي في الفترة المقبلة والتي ستكون مرحلة ل «جني الثمرات». وتجرى الانتخابات على منصب النقيب، وبقية أعضاء المجلس، والإعادة في انتخابات النقابات الفرعية الجمعة المقبل، وحال الإعادة على منصب النقيب تُجرى الجولة في 9 آذار (مارس) المقبل.