وجّه النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز بترقية العقيد عبدالجليل العتيبي إلى رتبة لواء، إذ إنه مستحق لرتبة عميد قبل استشهاده، وترقية الرقيب براك الحارثي إلى رتبة رقيب أول ومنحهما راتباً تقاعدياً لأقصى راتب بالدرجة المرقين إليها، وترقية الرقيب المصاب عبود الأكلبي إلى رتبة رقيب أول، وتعيين أحد أبناء الشهيدين في وظائف بحسب المتطلبات النظامية، ومساعدة كلٍ من أسرة الشهيدين بمليون ريال لكل منهما لتأمين السكن المناسب في المنطقة التي يرغبون بها وتسديد ديونهما، وتقديم مساعدة عاجلة لأسرتي الشهيدين والمصاب بمبلغ 100 ألف ريال. كما منح الأمير نايف الشهيدين وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، ومَنح كلاً من الشهيدين والمصاب نوط الشرف، وكذلك والد ووالدة الشهيدين راتباً شهرياً قدره 3 آلاف ريال في حال كونهما على قيد الحياة، وتصفية حقوق الشهيدين النظامية بكامل بدلاتها. واكتظ جامع الملك خالد في مدينة الرياض عصر أمس بجموع من المعزين، الذين صلوا على جثمان العقيد عبدالجليل العتيبي، الذي اغتاله والرقيب براك الحارثي شخص كان يحاول التسلل من السعودية إلى اليمن أول من أمس. وأدى الصلاة على العتيبي أيضاً مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، والأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبدالعزيز، والمدير العام لحرس الحدود اللواء ركن زميم السواط، والمدير العام للسجون اللواء الدكتور علي الحارثي. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم مديرية حرس الحدود المقدم سالم السلمي أن المتسلل الذي تورط في اغتيال العقيد عبدالجليل العتيبي والرقيب براك الحارثي قرب مراكز الوديعة في منطقة نجران فجر أول من أمس كان يردد «الله أكبر الله أكبر سوف أقتلكم». وأضاف ل«الحياة» رداً على سؤال عن احتمال أن يكون المتسلل من القاعدة والفئة الضالة: «إننا في العمل الأمني لا نستبعد أي احتمال، وطالما أن التحقيقات جارية، فلا نستطيع أن ننفي أو نثبت كونه من الفئة الضالة، وسنترك هذا للتحقيقات لتكشف الحقيقية». من جهته، شدد المدير العام لحرس الحدود اللواء ركن زميم السواط على أن دوريات حرس الحدود على أهبة الاستعداد لمواجهة المتسللين. وقال ل«الحياة»: «حرس الحدود على أهبة الاستعداد دائماً عند الحدود اليمنية، إلا أننا نزيد من الاستعدادات في الوقت الراهن، مع الأوضاع التي تشهدها اليمن». وكان جثمان العقيد العتيبي وصل من محافظة شرورة إلى الرياض عبر طائرة خاصة عند الساعة الثانية من فجر أمس (الأربعاء)، وكان في استقباله في مطار الملك خالد الدولي الأمير مشعل بن محمد بن سعود وجمع غفير من الضباط والزملاء. وذكر الأمير مشعل بن محمد أن العمل الذي قام به العقيد عبدالجليل صادر عن رجل شجاع أمين مخلص لعمله ولوطنه، وإصراره على مواصلة المهمة على رغم إصابته في ساقه يدل على تفاني رجال الأمن وحماة الوطن. وتابع: «إننا لم نهنأ بهذا الأمان إلا بحماية الله لنا ثم برجال الوطن المخلصين والجبارين، ووفاة عبدالجليل العتيبي وبراك الحارثي مصيبة بالنسبة لنا كشعب سعودي فكيف بذويهم». يذكر أن الرقيب براك الحارثي والعقيد عبدالجليل العتيبي توفيا وأصيب الرقيب عبود بن فالح الأكلبي، عندما فتح متسلل مسلح النار عليهم في مراكز الوديعة بمنطقة نجران فجر أول من أمس. وتمكنت الجهات الأمنية من قتل الجاني بعد مطاردة استغرقت نحو 7 ساعات.