كرر رؤساء أحزاب الائتلاف الحكومي في إسرائيل موقفهم الرافض الانسحاب من الحكومة، على رغم تورّط رئيسها بنيامين نتانياهو في ملف جديد بشبهات الفساد، وأعلنوا أنهم سينتظرون بت المستشار القضائي للحكومة أفيحاي مندلبليت في هذا الملف والملفين السابقين اللذين أوصت الشرطة المستشار بتقديم نتانياهو للمحاكمة بالفساد وخيانة الأمانة. في غضون ذلك، بيّن استطلاع جديد للرأي أن «ليكود» الحاكم لا يتأثر بالتطورات المتسارعة وأنه سيفوز في انتخابات عامة جديدة لو أُجريت اليوم سواء بزعامة نتانياهو أو شخصية أخرى، وأن تكتل أحزاب اليمين – المتدينين سيحصل على غالبية مطلقة من مقاعد الكنيست الجديد (67 من 120). ورأى نصف المستطلَعين أنه يتوجب على نتانياهو الاستقالة من منصبه، في مقابل 33 في المئة رأوا عكس ذلك. وأيد 42 في المئة الذهاب إلى انتخابات مبكرة في مقابل 36 في المئة عارضوا ذلك. وأعلن زعيما حزبي «البيت اليهودي» و»كلنا» الوزيران نفتالي بينيت وموشيه كحلون، أنهما باقيان في الائتلاف الحكومي إلى حين بت المستشار القضائي للحكومة في ملفات التحقيق. واعتبر كحلون ما يحصل «سحابة سوداء». ورأى مراقبون أنه حيال هذا الموقف، فإن احتمالات تبكير الانتخابات ما زالت ضئيلة، وأن مفعول «الهزة الأرضية» التي أحدثها النشر عن الملف الجديد الثلثاء الماضي تلاشى لدرجة كبيرة. ومددت محكمة إسرائيلية اعتقال الموقوفين في ملف الفساد الأخير لأيام أخرى، وجاء لافتاً تمديد اعتقال وكيل وزارة الاتصال السابق الذي وافق على أن يكون «شاهد ملك»، شلومو فيلبر، لخمسة عشر يوماً. ورأى مراقبون أن التمديد لهذه الفترة الطويلة يؤشر إلى المعلومات الكثيرة التي في حوزة فيلبر، الذي كان أقرب المقربين لنتانياهو في العقدين الأخيرين. كذلك تريد الشرطة كما يبدو، عدم تعريضه لضغوطات من أوساط قريبة من رئيس الحكومة على خلفية موافقته على أن يكون شاهد ملك. ووفق تسريبات التحقيق مع فيلبر، قال الأخير للشرطة إنه اعتقد في بداية عمله أن نتانياهو يقدّر مؤهلاته، «لكن تبين لي أني لم أكن سوى حجر شطرنج بيده، كنت أسيراً بيدهم». وأقرّ أنه قام بتنفيذ تعليمات صريحة من نتانياهو مثل تحويل غير قانوني لمسودات مستندات من وزارة الاتصال لشركة «بيزك» للاتصال لمالكها شاؤول ألوفتش، في مقابل قيام الأخير بالضغط على محرر موقع «وللاّ» الإخباري على الإنترنت الذي يملكه لتغطية إيجابية لنتانياهو وعائلته. وأضاف أنه أيقن بعد تجربة العمل أن من لا يعمل وفقاً لتعليمات نتانياهو «فسيكسرون رأسه.. لذلك استقلت».