قال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه إن الرئيس السوري بشار الأسد «فقد شرعيته في حكم سورية»، قائلاً إن فرنسا والقوى الغربية الأخرى مستعدة للمخاطرة بفيتو روسي في الأممالمتحدة حول مشروع قرار لإدانة أعمال العنف في ذلك البلد. ويأتي ذلك فيما دانت الخارجية الفرنسية تفاقم أعمال العنف في جسر الشغور في محافظة أدلب، داعية السلطات إلى توفير الحماية اللازمة للمدنيين. وقال جوبيه في تصريحات له في واشنطن: «نعتقد جميعنا أنه يتوجب علينا أن نتقدم الآن وأن نرفع مشروع القرار هذا إلى مجلس الأمن»، موضحاً انه تحدث بالموضوع مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون. واعتبر الوزير الفرنسي، في كلمة أمام محللين ودبلوماسيين في معهد «بروكينغز» الأميركي للأبحاث ليلة اول من امس أن مشروع القرار قد يحصل على تأييد 11 صوتاً من اصل 15 في مجلس الأمن الدولي الذي تتمتع خمس دول فيه بحق النقض وهي الصين والولايات المتحدةوفرنسا وبريطانيا وروسيا. وأضاف: «نعلم أن روسيا ستستعمل على الأرجح حق النقض ضد أي قرار حول سورية ... في حال اختاروا (الروس) الفيتو فسوف يتحملون مسؤوليتهم. في حال رأوا أن هناك 11 صوتاً مع القرار فقد يغيرون رأيهم. هناك إذن مخاطرة ونحن مستعدون لها». إلى ذلك قال مسؤولون ودبلوماسيون في باريس امس أن فرنسا «تدفع» في اتجاه أصدار مجلس الأمن «سريعاً قراراً» بإدانة سورية بسبب قمع المحتجين والذي أسفر عن مقتل عشرات المدنيين. كما دانت وزارة الخارجية الفرنسية ما تردد عن المزيد من العنف في محافظة أدلب. وذكر مصدر دبلوماسي فرنسي أن باريس تأمل بأن تتحقق هذه الخطوة من الأممالمتحدة «خلال الأيام القليلة القادمة». وقال برنار فاليرو الناطق باسم الخارجية الفرنسية في بيان: «لن يفهم أحد إذا التزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصمت إزاء هذه المسألة... لا يمكن الاستمرار في العنف.» وظل وزير الخارجية الفرنسي في مقر الأممالمتحدة بنيويورك بعد أن قاد حملة هناك أول من أمس حتى يتخذ مجلس الأمن موقفاً من سورية. وحذرت الصين يوم الثلثاء الماضي من أن مسودة قرار أوروبية تطلب من مجلس الأمن إدانة سورية «لن تنزع فتيل التوتر في المنطقة»، مشيرة إلى أن بكين يمكن أن تمنع القرار إذا طرح للتصويت. وقالت روسيا في أواخر الشهر الماضي انه ليس هناك «سند» لبحث قضية سورية في المجلس. كما دان فاليرو تقارير عن اشتباكات عنيفة بين القوات المسلحة في بلدة جسر الشغور في شمال غربي سورية وقال إن «من الضروري حماية المدنيين». ومضى فاليرو يقول «نناشد السلطات مرة أخرى التوقف عن القمع الذي يذكي العنف والتوقف عن عدم محاسبة قوات الأمن وتنفيذ الإصلاحات التي ينتظرها الشعب».