عرضت المفوضية الأوروبية على دول الاتحاد الأوروبي مبلغ 150 مليون يورو، لتعويض الخسائر التي تكبدها مزارعو الخضار، نتيجة أزمة بكتيريا «إي كولاي» وانهيار المبيعات. وأوضح عضو المفوضية الأوروبية مسؤول الزراعة داسيان كيولوس، أن المبلغ المقترح «يهدف إلى تعويض خسائر يتكبدها المزارعون الذين يواجهون انهيار مبيعات خضر السلطة والخيار والبندورة، إذ اشتبه خبراء بأنها مصدر بكتيريا «إي كولاي» التي أدت إلى وفاة 25 شخصاً في شمال ألمانيا وإصابة عدد غير محدد في عدد من دول الاتحاد. وتشتد الأزمة بسبب نفور المستهلكين من جهة، وعدم توصل العلماء من جهة أخرى، إلى تحديد سبب البكتيريا باستثناء تركزها في شمال ألمانيا. كما تضرّر مزارعون من تعليق روسيا استيراد الخضر الأوروبية. وأوضح المفوض الأوروبي للزراعة أن «تقدير التعويضات يستند إلى الفترة الممتدة بين نهاية أيار (مايو) الماضي ونهاية حزيران (يونيو) الجاري». وعقد وزراء الزراعة الأوروبيون اجتماعاً استثنائياً في لوكسمبورغ أمس، للبحث في أزمة انهيار مبيعات الخضار إثر اشتباه مختبرات سلامة الغذاء في هامبورغ شمال ألمانيا، بوجود البكتيريا في منتجات الخيار المستورد من جنوبإسبانيا. ثم اتجهت أصابع الاتهام إلى بذور السويا. لكن لا تزال التحقيقات متواصلة. وطالب المزارعون الإسبان ألمانيا بالتعويض عن الأضرار التي تكبدوها، لأن السلطات في هامبروغ أخطأت بالاشتباه بمنتجات زراعية من منطقة الأندلس. لكن ألمانيا رفضت المساهمة من موازنتها في التعويض. وأفادت تقديرات إسبانية، بأن الخسائر بلغت 250 مليون يورو. كما تطالب تجمعات مهنية في الدول الأخرى بتعويض الخسائر التي تكبدتها، نتيجة شكوك دفعت روسيا إلى إقفال حدودها أمام المنتجات الزراعية. وبحث الوزراء في آليات صرف التعويضات حيث تخضع الموازنة الأوروبية لقواعد صارمة. وتتعاون المختبرات العلمية من أجل تحديد مصدر البكتيريا، وقالت الخبيرة الفرنسية فرنسواز ويبير إن «التحقيقات صعبة لأن العلماء يواجهون وضعاً استثنائياً. وتنتشر البكتيريا في شكل سريع وتستهدف فئات سكانية في صفوف الكهول خصوصاً النساء، لكنها لا تصيب الأطفال». ورأت أن «الصعوبات تكمن أيضاً في توزع مصادر البكتيريا وتعددها، حيث لا يشتبه فقط بالخيار والبندورة والنباتات. فالبكتيريا توجد في كم هائل وغير محدد من المصادر». ويجري تبادل المعلومات السريعة حول سلامة الغذاء في الاتحاد الأوروبي من خلال «نظام الإنذار المبكر والرد السريع» على أزمات التسمم الغذائي والأوبئة. والحقيقة الوحيدة المتوافرة اليوم، أن منطقة شمال ألمانيا هي مكمن البكتيريا، ونقلها مسافرون من ألمانيا إلى الدول الأخرى. ولا يعرف إذا كان الوباء دخل مرحلة الاستقرار.